بايدن والهروب إلى الأمام

من الواضح أن محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن، ترقيع سياسة بلاده الخارجية المهترئة في المنطقة لا تثمر إلا مزيداً من كشف عورات تلك السياسة، فالرئيس الذي حاول بائساً لملمة ماء وجه بلاده المهروق عبر الانسحاب المذل من أفغانستان، يبحث عن ذريعة تعيد له شيئاً من كرامة باتت في خبر كان، وعظمة لجيش اتضح أنها ليست موجودة إلا في أفلام هوليود.

بايدن حاول الهروب إلى الأمام عبر سلسلة من الأكاذيب، من خلال الادعاء أن الخطر في سورية أكبر بكثير من الخطر في أفغانستان، وبأن ماقام به في أفغانستان ليس إلا تنفيذاً لسلفه الرئيس دونالد ترامب، ساق أكاذيبه بطريقة كاد المستمع يخال نفسه أنه يستمع إلى رئيس فريق كشافه أو دون مستوى.

يقول بايدن إن هدف الولايات المتحدة من البقاء في أفغانستان لم يكن بناء الدولة أو الديمقراطية، بل كان محاربة الإرهاب، وهنا قمة السخرية، إنه وبعد عشرين عاماً من محاربة أميركا للإرهاب في أفغانستان، وحيازة ذاك الهدف على الاستراتيجية وخطط ودعم واشنطن، كانت النتيجة بتلك النتائج المخزية، والانسحاب المهين، ولم يكن لتلك المليارات من الدولارات التي دفعتها واشنطن في أفغانستان إلا فائدة واحدة لمن يود الاعتبار، بأن كانت النتيجة درساً بالمجان لجميع من يرى في نفسه صديقاً لواشنطن أن ياخذ العبر بأن لا صديق للإدارات الأميركية سوى مصلحتها ومصلحتها فقط.

سقطت جميع الأقنعه عن وجه أميركا المدعية، ليبقى السؤال الأكبر والأهم، بماذا سيبرر من يدعي الصداقة الأميركية بعد أن أعلنت الأخيرة تخليها عن الحكومة الأفغانية وجيشها، وأعلن بايدن صراحة أن بلاده لم تذهب إلى هناك لبناء جيش، وبماذا سيبرر من ارتضى لنفسه أن يكون أجيراً وصبياً لدى الأميركي بعد تخليها عن أدواتها في كابول، وهم من كانوا يمنون النفس بأن الأميركي لن يغادر البلاد إلا وقدمه على قدمهم، وأين سيصرف بايدن كذبه بالادعاء أن بقاء قواته المحتلة في العراق هو لتدريب جيشها، واحتلاله لسورية لمحاربة الإرهاب، وماذا وماذا سيبرر الأميركي جميع أفعاله الشائنة تلك.

 

حدث وتعليق- منذر عيد

 

Moon.eid70@gmail.com

آخر الأخبار
السياحة تفرض "البوركيني" من مبدأ قانوني.. وترخي الحبل لنجوم منتجعاتها بين الحلم والواقع.. نازحون تحررت قراهم ولم تتحرر معاناتهم واشنطن تشطب سوريا من قائمة "الدول المارقة".. فماذا يعني هذا المصطلح؟ News Week: تقرير يكشف عن علاقة تطبيق تيليغرام مع جهاز الأمن الروسي ألمانيا: ملتزمون بمواصلة دعم برامج إزالة الألغام في سوريا التعليم في سوريا... قطاع منهك بين ركام الحرب وتحديات الانقسام التلوّث البيئي في سوريا... الكارثة الصامتة وسط ركام الحرب "التحالف الدولي" يبحث مخاطر "داعش" في سوريا ويجدد التزامه بمحاربة التنظيم الرقمنة.. ضد الفساد قطر ترحب بخطوات التوافق الوطني وترسيخ دولة القانون في سوريا السلم الأهلي والعدالة الانتقالية مطلب جوهري بين الفعل ورد الفعل.. تصريحات لجنة السلم الأهلي تثير زوبعة كبيرة في أوساط المتابعين عقود الترحيل بانتظار الموازنة الاستثمارية.. مكبات عشوائية جديدة في حمص معلمون مثبتون يطالبون بنقلهم إلى محافظاتهم.. التربية: عدم النقل من شروط المسابقات "المركزي" يلغي ترخيص شركتي الفاضل والمتحدة للصرافة.. من دون ذكر الأسباب التعايش المشترك.. أساس لبناء دولة يسودها القانون محامون لـ"للثورة": الدولة تكفل حقوق المواطن وحريات... تحديات مزاولة الهندسة في مرحلة الإعمار.. م. شاكر لـ"الثورة": رفع مستوى الكفاءات ومعايير لتصنيف المك... ضعف الدعم وتأمين السكن بمواجهة عودة المهجرين لدرعا أي دمشق نريد عمرانياً؟ سعيفان: الخطة العمرانية لسوريا ليست مهمة موظفين بيروقراطيين تأخير بترحيل النفايات ببعض مناطق دمشق.. " النظافة ": استقدام آليات ومعدات جديدة