من الواضح أن محاولات الرئيس الأميركي جو بايدن، ترقيع سياسة بلاده الخارجية المهترئة في المنطقة لا تثمر إلا مزيداً من كشف عورات تلك السياسة، فالرئيس الذي حاول بائساً لملمة ماء وجه بلاده المهروق عبر الانسحاب المذل من أفغانستان، يبحث عن ذريعة تعيد له شيئاً من كرامة باتت في خبر كان، وعظمة لجيش اتضح أنها ليست موجودة إلا في أفلام هوليود.
بايدن حاول الهروب إلى الأمام عبر سلسلة من الأكاذيب، من خلال الادعاء أن الخطر في سورية أكبر بكثير من الخطر في أفغانستان، وبأن ماقام به في أفغانستان ليس إلا تنفيذاً لسلفه الرئيس دونالد ترامب، ساق أكاذيبه بطريقة كاد المستمع يخال نفسه أنه يستمع إلى رئيس فريق كشافه أو دون مستوى.
يقول بايدن إن هدف الولايات المتحدة من البقاء في أفغانستان لم يكن بناء الدولة أو الديمقراطية، بل كان محاربة الإرهاب، وهنا قمة السخرية، إنه وبعد عشرين عاماً من محاربة أميركا للإرهاب في أفغانستان، وحيازة ذاك الهدف على الاستراتيجية وخطط ودعم واشنطن، كانت النتيجة بتلك النتائج المخزية، والانسحاب المهين، ولم يكن لتلك المليارات من الدولارات التي دفعتها واشنطن في أفغانستان إلا فائدة واحدة لمن يود الاعتبار، بأن كانت النتيجة درساً بالمجان لجميع من يرى في نفسه صديقاً لواشنطن أن ياخذ العبر بأن لا صديق للإدارات الأميركية سوى مصلحتها ومصلحتها فقط.
سقطت جميع الأقنعه عن وجه أميركا المدعية، ليبقى السؤال الأكبر والأهم، بماذا سيبرر من يدعي الصداقة الأميركية بعد أن أعلنت الأخيرة تخليها عن الحكومة الأفغانية وجيشها، وأعلن بايدن صراحة أن بلاده لم تذهب إلى هناك لبناء جيش، وبماذا سيبرر من ارتضى لنفسه أن يكون أجيراً وصبياً لدى الأميركي بعد تخليها عن أدواتها في كابول، وهم من كانوا يمنون النفس بأن الأميركي لن يغادر البلاد إلا وقدمه على قدمهم، وأين سيصرف بايدن كذبه بالادعاء أن بقاء قواته المحتلة في العراق هو لتدريب جيشها، واحتلاله لسورية لمحاربة الإرهاب، وماذا وماذا سيبرر الأميركي جميع أفعاله الشائنة تلك.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com