الحروب الصناعية

تتميز الحروب الصناعية بأنها غير تقليدية، هي جيل جديد من الحروب طالها التطوير، كما كل ما طرأ في الحياة الرقمية الجديدة. سْموها ثورات ولونوها، أخضر وبرتقالي. مسبقة الصنع غير مألوفة. وألحقوا بها ما دعوه بالربيع العربي.

خارطة الحروب الأميركية الاستعمارية خارج حدودها، صممت وهندست بدقة متناهية. ثم لونت صراعاتها المفتعلة، على أنها ثورات ملونة، والأصل أنه غمست ريش رسمها بالنجيع الأحمر. لأن غايتها تحقيق الانهيار وفق حسابات نادرة الخطأ.

ما دعي بالربيع العربي وظف له وبدقة أدوات بشرية رخيصة دعوهم بالإسلاميين، جعلوهم وقوداً ضد القوى الوطنية المدنية.. ذاك الخريف الذي اصفرت فيه أوراق البشر، جعلوا القتال فيه بين أبناء الدين الواحد.. وصولاً لضرب أبناء البيت الواحد.

تشعبت جبهات الصراع حتى اتضحت الغاية الأساس، هي تفكيك الدول التي لا تقبل التبعية الأميركية، مثل سورية أو تلك التي تنوء تحت ضغط شعوبها الحرة، رغم أن حكامها يتماهون مع الهوى الأميركي بشكل ما، مثل تونس، أما في سيناريو مصر كامب ديفيد فقد امتُصَّت حيوية الشعب المصري لصالح الصهيوأميركي بحنكة متناهية.

عندما باء (الخريف) في سورية بالفشل، لأنه لم يحقق غاية العدو كاملة فيها، كان التحول من العسكرة إلى إحلال اللاتوازن في المنافذ العامة للحياة، سبيلاً للوصول إلى إضعاف الدولة لصالح القوى اللاشرعية المهيمنة على بعض الأرض السورية.

الغاية التي تجلت بنشر الخريف المزعوم (ربيعاً)، تكريسٌ لخسارةٍ مزدوجة للوطن حيث القاتل والضحية من نفس الدم. مرارة هزيمة أعداء سورية التي لم تستكمل بعد رغم دقة هندستها في المخابر نفسياً وإعلامياً، كانت مدهشة على الصعيد الشعبي.

فشلهم في إشعال حرب أهلية هزيمة منكرة، تلتها الهزيمة العسكرية، إلى أن استداروا للحرب الاقتصادية، في أشرس صورها، تمنياً لإنجاح ما سموه حرب الطبقات مستغلين الفشل الحكومي، والفساد المتنامي الواضح في بعض المفاصل.

عوامل هي الأكثر نجاعة في تفكيك أي مجتمع محلي. والذي لا يقضى عليه ليتلاشى إلا بقوانين صارمة، والضرب بيد من حديد على جميع الفاسدين، وتجفيف مواطن الفساد.. ووأد الفتنة التي تروج التحريض على الاقتتال؛ بحجة تكريس المال لدى البعض وغياب العدالة. مسرحية أبطالها الخبز والدولار والكهرباء والوقود.

تلك هي أبرز خصائص الحرب المصنعة لسورية، والتي هُزِمت دينياً وطائفياً وعسكرياً وفي كل المفاصل المجتمعية السورية.. لذا نجد الهجمة الطبقية تُذْكى بين الأغنياء والفقراء، وسيلة سريعة لهدم المجتمع، بسبب الفارق المادي الكبير.

الحرب الاقتصادية قسمت المجتمع بشكل هندسي شاقولياً وأفقياً مستنداً على الحصار الذي فرض على سورية، ما أدى لتقنين الموارد، واللعب بسعر الصرف، الذي أثرى الجشعين.. ما أثار بقسوته نقاشات يومية حادة حول الفوارق المعيشية الطبقية.

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

 

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟