منذ وجودها الطارئ على مجرى الأحداث في سياق الحرب الإرهابية المتواصلة، وضعت ميليشيا “قسد” العميلة نفسها في خانة القوى المتآمرة على سورية، ولاسيما أن بروزها ارتبط بشكل أساسي مع ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي، وكلاهما صنيعة أميركية وصهيونية يؤديان دورهما الوظيفي في سياق هذه الحرب، وهي تعد واجهة مخطط التقسيم المعد وفق المشروع الصهيو-أميركي، ورغم رفض الشعب السوري لنزعتها الانفصالية، ولسلوكها وممارساتها الإجرامية، إلا أن الكثير من الدول الأوروبية التي تدعي الحرص على حقوق هذا الشعب بوحدة أراضيه وسيادتها، تتماهي مع المشروع الانفصالي الذي تروج لها تلك الميليشيا، وهذه مخالفة صريحة لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
سويسرا إحدى تلك الدول التي لم تبد أي احترام لمبادئ القانون الدولي، والسماح بافتتاح “ممثلية” لهذه العصابات على أراضيها، لا يمكن وضعه سوى في خانة التحريض الأوروبي المستمر لعملاء أميركا ومرتزقتها، لمواصلة استهداف الدول السورية والنيل من وحدتها وسيادتها وتاريخها الحضاري وقيمها الرافضة للمشاريع الانفصالية، الأمر الذي يفند كل مزاعم الحكومات الأوروبية التي تدعي أنها مع الحل السياسي وتدعمه بقوة، فيما هي تواصل انتهاج سياسة الكذب والنفاق لإعطاء العالم صورة مغايرة عما تمارسه على أرض الواقع من أجل محاربة أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين، ويحافظ على وحدة وسيادة واستقرار بلدهم، وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية.
مواصلة ميليشيا “قسد” والمجموعات التابعة مما يسمى “الإدارة الذاتية” الترويج لمشاريعها الانفصالية في بعض الدول الغربية، وقبول تلك الدول بافتتاح مكاتب لها على أراضيها، لن يمنحها أي شرعية قانونية، فهي كيان غير شرعي، وأداة رخيصة بيد الولايات المتحدة تنفذ أجنداتها الاستعمارية لخدمة المشروع الصهيوني في سورية والمنطقة، وانضواؤها المشين تحت عباءة أعداء الوطن، لا تعكس إلا الطبيعة الإرهابية لتلك الميليشيا الحاقدة، التي لا تمت بأي صلة لأي من المكونات السورية الوطنية الشريفة، ولا تعبر أيضاً من قريب أو بعيد عن المكون الكردي الشريف الرافض للمشاريع الاستعمارية، ولذلك فهي ستبقى منبوذة من قبل الشعب السوري بكل شرائحه وأطيافه، وهذه الحقيقة تدركها تلك الميليشيا جيداً، وحتى مشغلها الأميركي سرعان ما سيلفظها بمجرد الانتهاء من صلاحيتها، كما فعل مع عملائه وأعوانه في مناطق ودول أخرى استهدفها بإرهابه.
تماهي بعض الدول الغربية مع جرائم “قسد” ومشروعها الانفصالي، يعطي مدلولاً إضافياً على الارتباط العضوي بين تلك الميليشيا العميلة، والمخطط الصهيو-أميركي والأوروبي لاستهداف سورية وإضعافها، حيث إن كل المعطيات الميدانية كانت تشير بشكل صريح لتلك العلاقة المشبوهة منذ بدايات الحرب الإرهابية، ولاسيما أن تلك الميليشيا ترعاها قوات الاحتلال الأميركي، وتقدم لها كل لوازم الديمومة والبقاء، بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني، ومن يعمل تحت الأمرة والتبعية الأميركية، هو بالضرورة الحتمية أداة بيد العدو الإسرائيلي ويعمل لخدمة أهدافه في استهداف سورية والمنطقة برمتها.
البقعة الساخنة – ناصر منذر