مابين الموسيقى والتكنولوجيا

الثورة أون لاين – علي الأحمد:

تتسارع وتيرة قفزات التكنولوجيا نحو مزيد من الفتوحات العلمية على كافة الصعد والمجالات، إلا أن هذا المنجز العلمي الباهر، انعكس سلباً على خصوصية وتفرد موسيقات الشعوب، ومنها بالطبع موسيقانا العربية، التي باتت تعاني كثيراً من وطأة وثقل هذا المنجز، بسبب عدم الاستفادة المثلى و العقلانية، من أدواتها في عمليات الكتابة والتأليف والأداء.
وقد يبدو المشهد الموسيقي المعاصر مجالاً خصباً ورحباً، لانحراف الممارسات القائمة في الاستخدام غير العقلاني للأجهزة الالكترونية ومتمماتها، وتحديداً في مجال تغليب وتكريس نوعية ولغة موسيقية خاصة، تعتمد بشكل كبير على الإبهار الصوتي والتوزيعات البراقة التي تخفي بين طياتها الكثير من الفقر والضحالة الفنية، وهذا مع الأسف بات سمة غالبة في أغلب نتاجات الموسيقى في العالم التي صارت أقرب الى الآلية والمكننة والانتاج الضخم المستمر وتوزيعه عبر الوسائط المتعددة، كما يحدث في مجالات التجارة ومنطق السوق، وهذا ينذر بمخاطر عديدة تطال عناصر الإبداع في كافة الموسيقات الوطنية الأصيلة، حيث غلبة الجانب المادي النفعي، على الذوقي والجمالي، أدى كما هو واقع الحال الى غياب وتغييب الموسيقى البديلة التي تؤنسن الحياة وتجعلها أكثر من ممكنة.
هذا المسار الخطر على عناصر ومفردات الهوية الموسيقية العربية، لم يفت الباحثين وحكماء هذا الفن، فقد تداعوا بحكم انتمائهم النبيل الى هويتهم الثقافية الأصيلة، الى الاستفادة الممكنة العقلانية من هذه التكنولوجيا، بحيث لاتؤثر على خصوصية الأداء والممارسة، وتستبيح التراث بحجة تجديده واقتلاعه من جذوره، وبالتالي مسخه وتشويهه وإلباسه لباساً عصرياً يتماشى مع موضات العصر وأحابيل هذه التكنولوجيا التي تفعل العجب العجاب في ذائقة المتلقي، وبالتالي إغراق المشهد بهذه العينات المزركشة، التي تكرس آلات موسيقية بعينها تكهرب الموسيقى والذائقة، لأنها آلات تعتمد على هذه التكنولوجيا التي من المحال مهما وصلت الى مراحل متقدمة من العلم، أن تنطق بذبذبات وجرس الآلة الموسيقية الطبيعية وأبعادها الدقيقة وأرباعها وزخارفها اللحنية المائزة، التي يفهمها العلماء ومبدعوا الموسيقى العربية لا مختبرات التكنولوجيات وشركاتها العابرة ، بالمقابل لايمكن للمرء أن ينكر ايجابيات هذه التكنولوجيا في مجالات الانتاج والنشر واتاحة الفرصة عبر قنواتها للتعرف عن كثب على تراث ونتاجات العالم بمختلف تقاليدها وأنماطها وغير ذلك من ايجابيات مهمة تساعد الموسيقي في اكتشاف أصوات موسيقية توفرها البرامج الذكية وتفتح آفاقاً غير مطروقة في الكتابة والتأليف الموسيقي .
يقول الباحث الدكتور “نبيل علي” في كتابه القيم “الثقافة العربية وعصر المعلومات” :”علاقة الفن بالتكنولوجيا، علاقة غريبة الأطوار، تظهر العداء، وتبطن الوفاق. تتراوح مابين الريبة والرهبة إلى حد القطيعة، وبين الحماس الشديد إلى حد الهوس، واعتبار كل فن يتجاهل التكنولوجيا فنا لامغزى له، محكوما عليه بالفشل إلى الأبد. إن الفن ينفر من مادية التكنولوجيا وبراغماتياتها الصارمة، ويرى فيهما تناقضا جوهريا مع مايتحلى هو به من رهافة وحساسية، ومع نزوعه الدائم نحو المجرد، واحتفائه بالغامض، ورضاه بسكنى الجوار مع المستحيل. لقد وهبت تكنولوجيا المعلومات الفن حواس جديدة، أكثر حساسية وقدرة على التقاط الواقع، ووفرت له أدوات عدة، كي يعبر بها عن هذا الواقع، ووسائل مبتكرة للتفاعل مع جمهوره، ونشر ناتج إبداعه.

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية