الثورة أون لاين – حلب: حسن العجيلي – سهى درويش:
بابتسامة المنتصرة الجالسة في عرينها استقبلتنا الستينية ملكة ناولو في محلها في خان الحرير الذي أعيد ترميمه بالتعاون بين الأمانة السورية للتنمية ومحافظة حلب، وتجيب من يسألها: بأن المحل لها ولأخيها حيث كانوا يعملون بصنع الراحة والكاتو قبل الحرب الإرهابية، واليوم يكتفون ببيع السكاكر والحلويات على أمل عودة التصنيع قريباً مع عودة افتتاح المحل في السوق القديم. السيدة ملكة تؤكد أنها كانت واثقة من عودتها للمحل لأنها كانت واثقة من انتصار الحق وأن التراث لا يمحوه غدر الغادرين، متطلعة لغد أفضل للأسواق القديمة بهمة أبناء حلب.
إعادة تأهيل وترميم أسواق حلب القديمة شكّل حالة استقرار اقتصادي ومجتمعي لأصحاب هذه الأسواق التي كانت مركز تجارتهم وحرفهم وصناعتهم وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وإعادة نبض العمل لسوقي خان الحرير والسقطية وساحة الفستق كان حدثاً استثنائياً وفرحة أشعت أملاً في عيون أصحاب المحال، فهي مركز نشاط تجاري بارز لمشغولات النسيج الذي تشتهر به حلب، وللحلوى الشرقية الخاصة بالمناسبات.
ياسر دملخي يمتهن بيع الخيوط ومحله ورثه عن أبيه، وهم في هذا السوق منذ أكثر من خمسين عاماً، وعن افتتاح السوق أوضح دملخي أن المحل أضراره كانت بسيطة ولكن الدمار والخراب في السوق منعهم من العودة إلى أن كانت هذه المكرمة الكريمة من الأمانة السورية للتنمية والجهات المشاركة معها، مضيفاً كلنا أمل بعودة حركة السوق.
محمد وطفة صاحب محل حلويات أعرب عن سعادته لترميم السوق، فبعد تسع سنوات من مغادرتهم له عادت الفرحة لهم بعودتهم.
وشاطره جمال وطفة صاحب محل حلويات آخر الرأي، مضيفاً: خطوات تسهيل العودة للمحال والخدمات التي قدمت من كافة الجهات المشاركة والترميم والتأهيل كانت بمثابة انعاش للروح والقلب.
عبد الرحمن كفاح علي صاحب محل بيع ألبسة نسائية وقطنيات رأى بأن العودة هي للأصل والعراقة، فهذه الأسواق تخصصية وحلب تتميز بخاناتها وأسواقها التخصصية، كنا نعمل بأماكن مؤقتة، ولكننا لم نشعر بأن نعمل كما نريد، فالمتجر في هذا السوق له خاصية محببة أسعدتنا كثيراً.
عمر سواحة تاجر خيط في السوق أعاد لواجهة محله لوحة المحال المصممة منذ خمسين عاماً، فعند تركه للمكان كان أمله كبيراً بأنه سيعود للعمل، ومع افتتاح السوق عاد به الزمان لمعاودة نشاطه التجاري، وينفض غبار الحرب.
ويقول علاء كزة صاحب محل أقمشة: عدنا للعمل في محلنا بالسوق بعد ترميمه، وهي عودة مهمة لنعيد إحياء السوق والحركة التجارية فيه بعد سنوات من الغياب بفعل التدمير الذي خلفته المجموعات الإرهابية.
ويضيف محمد مازن حبال – يعمل كذلك في تجارة الأقمشة –
: كلنا أمل بهذه العودة للسوق بعد أن فارقناه لسنوات، وسنعمل أن يكون العمل أفضل مما كان كما عادت حجارة السوق لمكانها وأعاد لها ألقها.
تصوير – خالد صابوني