حين تتقلص الرجولة

يتوسم الكثير من الناس في أنفسهم الرجولة، هي ميزة في البشر وفق الموروث الجمعي تجمع بين الشهامة وحسن الخلق والسلوك القويم، وقد سيق المصطلح على أنه خاصية للذكور، ولأنه مصطلح قيمي يستحسن إطلاقه على المميز من الجنسين.

الرجولة قيمة يمكن إطلاقها على رجل عظيم أو امرأة عظيمة، نتساءل لماذا بدأت تضمحل هذه القيمة بين الكثيرين من حملتها والمنعتين بها. وكيف لنا إعادة إحيائها لإفشائها بين أفراد المجتمع.. هل علينا إدخالها مادة درسية متفردة في مناهجنا؟؟..

الكثير من الشباب والفتيات غابت عنهم معظم القيم وتلبسهم ما سميّ (المياعة) بفعل بعض مواقع التواصل التي تهتك السلوكيات الراقية، لمصلحة سلوكيات غيّبت فطرة الخير والقيم.. هنا يتوقفنا الخطب الجلل لإعادة النظر في التربية الأسرية والمدرسية.

كيف يشحذ المرء روحه، هل ينتظر الحلول.. لا انتظار لحلول، بل علينا استدراك ما آلت إليه سلوكيات الجيل الذي عبثت به الأزمة، وفرط الحساسية في الشعور بين الجنسين، ما كسر الحياء وأرسى نوعاً غير حميد من (خجل) لا تحمد عقباه، جنح بالشباب لعلاقات شاذة، تجد مناصريها في قوانين بعض الدول لتصبح مثالاً لهم..

التصعيد اليوم اتجاه حلفاء سورية، ومحاولة خلق صراع حولهم، أو لقضايا جانبية بين الشباب، تستهدف خلق شرخ في المجتمع السوري، وعلاقاته مع الدول الأخرى، السؤال هنا هل نحن جزء من الصراع الصيني الأميركي.. قد يكون؟ وقد لا يكون..

حين يصب الموت جام ذاته على شعب ما؛ يظن الكثيرون أنه منتصر، هل يمكن للموت أن ينتصر؟ في حرب الحق والباطل، ليس من طائل لمحاولة تفكيك عرى ميثاق عقد اجتماعي بُني مدماكه صلباً عن يقين مهما امتدت خيوط خباثتهم..

المقاومة قطبة مخفية، يحتاجها حلفاء سورية كحاجتها لهم. وإن اختلفت وسائل التعاطي.. موسكو تتعامل بالتواصل الهادئ حرصاً على علاقاتها الاقتصادية مع الآخرين. شريان المقاومة في سورية متدفق أشبه بالصيف الماطر، كما في إيران.

كان شباب الجنسين في وقت ما يعتبرون أنفسهم تحت السلاح، جاهزين معنوياً ومدربين للدفاع عن الوطن والأرض والسيادة، قوة القيم تأصلت في زرع الأخلاق والسلوكيات الحياتية.. اليوم التشبه بين الإناث والذكور سلوك (لا يعاب) أسفاًعلى الشباب!! ما أدى لانقسام المجتمع.

ما الحل حين تتقلص الرجولة؟؟ هل تكفي الخدمة الإلزامية كسبيل دائم، وهي تواجه اليوم بسبب الأزمة ومن يغذيها بالتحريض على التهرب منها، لتعطيل قوة الشباب الوطني، كما عطلت الأزمة صناعة الاستراتيجية الوطنية للشباب، التي كانت قد شارفت على الانتهاء، للوصول بهم لحالة الرضا.. نحتاج اليوم لاستدارة مهمة في إعادة الصلابة لاتحاد سبيبة الثورة ناشئة البناء الشبابي، ودراسة جادة لمحتوى المناهج التربوية.

حقيقة مقاربةٍ لا لبس فيها، بين استشهاد شباب بإرادة الدفاع عن الوطن، مقابل من أصبحوا مدمني الألعاب على (الحواسيب)وتأثيرها السلبي على السلوك والعقول ما جعل في رجولتهم هشاشة، وصلت لحد الترهل.. وعلى الخاصية الجسدية والنفسية والأخلاقية وتأثير ناتجها السلبي على الحس الوطني. والتمهل في تعاطي المسؤولية.

ضعفت قوة العمل في البعد عن احتكاك السوق واستبداله بالعمل من خلف الحاسب، والثراء غير المبني على التعب، عالم الرقمية مهم ولابد من العمل به ولكن بحسن استخدام طرائقه، وتوظيفه للارتقاء بمفاصل العمل المؤسساتي للنهوض بالدولة.

هل ترهلت الرجولة بسبب عدم التعفف في استخدام حليّ النساء.. ووسائل التجميل كالأقراط والشعر المستعار، أم كما يبرره البعض بسبب زيادة نسبة الإناث جراء الحرب، ما جعل الميل للتصرفات الأنثوية أكبر.. أم هو انتشار غربي مدروس سابقاً تهيئة لما حصل..

ومن العوامل الأخرى زيادة ساعات الفراغ، والهدر العمْري بسبب انتفاء كثير من الأعمال التي كانت تترافق ما بين اليدوي والذهني.. والفائض في أماكن التسلية المنتشرة بكثرة بين الأزقة والحارات، وتسلل الشباب إلى عيادات التجميل (التشويه)

لم تعد صفات الرجولة تتداول إلا بالتعاطي مع الكتب والقصص التاريخية العتيقة.. القسوة لا تعني عدم التفهم والقوة لا تنافي رقة المشاعر، والشدة لا تجافي اللطف والأناقة ميزة في التعامل.. والمبدأ في الرجولة لاتكن ليناً فتعصر ولا قاسياً فتكسر..

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة