الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
وفق تحليلات إعلامية أميركية يبدو أن ثمة رياح تغيير ربما تحملها الأيام القادمة على الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، بفعل التحديات الداخلية التي تركتها الإدارات السابقة من جورج بوش الإبن وصولاً إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
من هذه التحديات والمواجهات التي أخذت تعصف بسياسة بايدن، الحرب على أفغانستان وقرار الانسحاب الأميركي الملغوم والمفاجئ منها، إضافة إلى تداعيات وباء كورونا على الداخل الأميركي ووصوله إلى مستويات جديدة من التطور الخطير، ومنها انتشار متحور دلتا.
هذا ما أكدت عليه الكثير من وسائل الإعلام الأميركية بعد أن رأت أن الأسابيع القادمة ستحدد مصير رئاسة بايدن وشكل الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة العام المقبل، وستبين ما إذا كانت إدارته تمتلك القدرة على تجاوز الأزمات أم إنها ستنهار دون تحقيق شيء يذكر.
وفق هذه الرؤية الإعلامية لكبرى المؤسسات وصناع الرأي، فإن بايدن يقف أمام مفترق رئاسي قريب خاصة وأنه لم يحقق حتى الآن أي شيء مما وعد به الأميركيين، فيما أثار موضوع الأحداث الجارية في أفغانستان على خلفية الانسحاب الأميركي، الكثير من البلبلة والمعارك السياسية والانعكاسات الداخلية والخارجية، فهل سينجح في امتحانه الرئاسي أم إنه سيسقط في منتصف الطريق، بفعل التركة الثقيلة التي ورثها من أسلافه وما حملته إياها الدولة العميقة التي تتحكم بالقرارات وأوقات الإعلان عنها.
اليوم تبدو أميركا أمام مرحلة مفصلية من تاريخها وعلى عكس ما سبقها، بفعل جملة المتغيرات الدولية والسياسية والاقتصادية التي تحل بالعالم، ويظهر أنها تحاول إعادة ترتيب بيتها الداخلي من جديد لاستعادة جزء من غطرستها المتهاوية والمنهارة، فقررت “الاستغناء” شكلياً عن أفغانستان عبر مسرحية انسحابها لتحويل الأنظار عما يجري في داخلها من صراعات سياسية وأزمات صحية متمثلة بكوفيد19، والأهم حروبها الاقتصادية والعسكرية ضد روسيا والصين ومحاولتها تقويض نفوذ امتدادهما، وصعود قوى أخرى معهما بما يشتت التركيز الأميركي ويضعف من قوتها وتحكمها بالعالم الذي تتباهى به، والأهم منذ ذلك تصاعد قوة المقاومة في المنطقة وتأثيرها على الوجود الأميركي حيث الرفض يتصاعد ضده.
أميركا تهزم حقاً في المنطقة، ولكن خيطها مع الإرهابيين ومع حركة طالبان الأفغانية لم يقطع بعد، وهناك الكثير من الدلائل على بقاء هذا التعاون بينهما وليس محاربة بعضهما لبعض، منها ترحيب الحركة بوجود تعاون مع الإدارة الأميركية من جهة، ومن جهة أخرى فإن أميركا تعتمد موقفاً ضبابياً – إن صح التعبير- كمناورة في موقفها تجاه ما أحدثته من فوضى منذ احتلالها هذا البلد وحتى الآن.
وبغض النظر عن استطلاعات الرأي التي تبين انخفاض رضا الأميركيين عن أداء بايدن حول الانسحاب وكوفيد19، فإن واشنطن تحاول اتباع سياسة الإلهاء حالياً داخلياً وخارجياً، لكن هل هذه السياسة ستصمد أم إنها ستسقط ويسقط معها عهد بايدن، خاصة في ظل الحديث المستمر عن صحة بايدن العقلية، عدا عن التحليلات التي تبشر بمستقبل صراع داخلي ينتظر أميركا.. هو الإخفاق والفشل سيلاحق الإدارة الأميركية، وهو ما سيكون عنوان المرحلة المقبلة لمستقبلها الذي تحين لحظات أفوله
السابق