الثورة أون لاين – لميس عودة:
في كل ميادين المواجهة وعلى اتساع جغرافية المعارك مع الإرهاب ومشغليه على كامل التراب الوطني، وضعت الدولة السورية خرائطها العسكرية والسياسية، وحددت إحداثيات خوض هذه المعارك بتكتيكٍ نوعي، واستراتيجية صائبة ناجعة، أدت لتحقيق الإنجازات النوعية بتحرير الأرض ودحر الإرهاب في كل مكان وطأته خطوات الجيش العربي السوري المظفرة بالانتصارات، فما من معركة خاض بواسلنا الأبطال غمار اليقين بحتمية النصر فيها إلا وملؤوا السلال الوطنية بإنجازات تطهير الأرض من دنس الإرهاب، ورفعوا بيارق عزة الوطن عالية.
في المشهد الجنوبي من الخريطة السورية وبالإنجاز النوعي المحقق اليوم هناك تتضح عمق الرؤى والحكمة السورية الرشيدة في تغليب مصلحة الوطن العليا وحقن دماء السوريين عبر فسح المجال واسعاً للتسويات في درعا البلد، وعودة الضالين والمغرر بهم عن ضلالهم وتبعيتهم، وترحيل الإرهابيين إلى الشمال، وبذلك تختزل معاني إصرار الدولة السورية على بسط السيادة الوطنية على كامل الجغرافية السورية، وتعزيز أمن وأمان أهالينا في كل مكان حاول الإرهابيون أن يجعلوا منه منطلقاً لزعزعة الاستقرار والسلم الأهلي، ومنصة لاستهداف جنودنا البواسل الذين يذودون عن حياض الوطن ويقدمون أقدس التضحيات لحفظ أمن مواطنيه، ولتكتب سورية بنصرها المنجز فيه فصلاً جديداً من تاريخ أمجادها، ويسدل الجيش العربي السوري الستار على مشاهد الإرهاب في الجنوب.
إذ لم تغب يوماً أصابع الكيان الصهيوني المشغلة للإرهاب على مساحة الجغرافية السورية وعلى الأخص في الجنوب السوري على مدى سني الحرب الإرهابية، لما للجنوب من خصوصية جيو استراتيجية كونه الخاصرة الجنوبية السورية، لذلك جهد العدو الصهيوني لإبقاء الحرائق الإرهابية مستعرة فيه، وإذكاء نار التصعيد العدواني في مدنه وبلداته لتحقيق أجنداته التخريبية والتوسعية فباءت مساعيه الإرهابية بالإخفاق، وتشظت حلقات إرهابييه بفعل بطولة ميامين جيشنا الباسل، والالتفاف الشعبي حولهم وحول صوابية رؤى ومواقف القيادة السورية.
فتحرير درعا البلد وعودة أهلها إليها بعد تطهيرها من الإرهاب وتسييجها بالأمان، ليس حدثاً عادياً في تقويم الانتصار السوري، بل مفصلي بكل معطياته، وتداعيات نتائجه ليست فقط في رهانات صهيو أمريكية سقطت، وتحصينات إرهابية تهاوت وتداعى معها وهم العدو الصهيوني بتحويل الجنوب السوري إلى بؤرة مشتعلة يتم ضخ الإرهاب منها إلى كل الجغرافية السورية، بل تتعداه إلى انهيار كامل للمشروع الصهيوني التخريبي المعد للمنطقة الجنوبية.
فالدرس السوري الموجع الذي ستستوعبه”اسرائيل” مرغمة أنه مهما زادت من عواصف إرهابها وتسعيرها العدواني فإنها لن تطول شموخ قامة الثبات والحكمة السورية في استشراف الحلول الوطنية الخلاقة، وتنفيذها بما يصون وحدة الأراضي السورية ويحفظ دماء وسلامة مواطنيها