عشرون سنة مرت على أحداث أيلول في الولايات المتحدة الأميركية ومازال الكثير من وقائعها غامضاً.
وبغض النظر عن الكثير من الفرضيات التي طرحت وما سيطرح، فهذا لا يقدم ولا يؤخر، فقد دفع العالم ثمن ما جرى أكثر مما دفعته واشنطن نفسها.
الإدارة الأميركية التي كانت تعمل دائماً وبشكل مستمر على شحذ مجتمعها للحرب وجدت ضالتها فيما جرى وجيشت كل شيء بصناعة العدو الافتراضي الذي يجب أن يبقى موجوداً.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كان لابد لواشنطن من عدو تقدمه لمجتمعها على أنه الطاعون القادم فخرجت بالإرهاب الذي كانت تعده بهدوء وتوجت ذلك بأحداث أيلول لتكون موجة العدوان أقوى وأكثر فاعلية.
عشرون سنة والعالم يدفع ثمن ما جرى بضخ الإرهاب الذي رعته واشنطن من أفغانستان إلى العراق إلى كل بقعة امتد محراك شرها إليها.
هل نعيد التذكير بفظائعها في العراق وأفغانستان وما تقوم به في سورية من تدمير المقدرات السورية وسرقة الثروات.. الكثير مما يراه العالم ويصمت يجب أن يبقى ماثلاً أمام الجميع.. تؤكد كل الوقائع والمعطيات أن واشنطن هي أقل الخاسرين من هذه الهجمات في المدى المنظور لكنها بما تجيشه من عدوان وإرهاب سيكون الإسفين الذي يشطر غطرستها قد يطول الأمر قليلاً لكنه سيكون.. فمن يرعى الإرهاب مهما حصد منه فلا بد أنه سيحترق به.
و واشنطن ليست استثناء في مسارات ونهايات الإمبراطوريات التي لم تر العالم إلا بقرةً حلوباً لا تترك في ضرعها حتى نقطة حليب لمولودها.
البقعة الساخنة- ديب علي حسن