لعب منتخبنا الكروي الأول مباراتين في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم، فخسر الأولى أمام المنتخب الإيراني في أرضه بهدف، وتعادل في المباراة الثانية مع المنتخب الإماراتي بهدف لهدف، في المباراة التي جرت في عمان الأرض البديلة..
وقد اختلفت آراء النقاد والجمهور والمحللين في الأداء والنتائج، وهذا أمر طبيعي باختلاف الرؤية والخبرة والعاطفة والهدف، وهناك من تناسى وهو يدلي بدلوه أن المنتخب جديد في كثير من جوانبه، بدءاً من الجهاز الفني ومروراً باللاعبين الذين منهم من يلعب للمرة الأولى ومنهم من عاد بعد غياب وهكذا، فضلاً عن العمر القصير لهذا المنتخب الذي هو لا يزيد على ثلاثة أشهر، أي من الطبيعي أن نرى تذبذباً وعدم انسجام وشيئاً من الأخطاء، وهذه أعذار محقة يجب الوقوف عندها وعدم تجاهلها عند الحديث عن المنتخب وأدائه، إلا إذا كان المقصود من الكلام الإساءة والاصطياد في الماء العكر والتشويش الهادف إلى إرباك وإفشال العمل.
في كل دول العالم (عموماً) لا يكون التقييم بعد مباراتين لعبتا خلال خمسة أيام وبعد شهر تقريباً من التحضير، بل يكون التقييم بعد مرحلة كاملة من العمل يمكن أن تمتد لسنوات، فعندما يتعاقد اتحاد ما أو جهة ما مع أي مدرب يكون العقد أو الاتفاق بهدف إنجاز مهمة تمتد على مدى سنتين على الأقل ويمكن أن تكون أكثر كتصفيات كأس العالم، حيث يكون المدرب هو من بدأ واختار اللاعبين ووجد الوقت الكافي والمباريات الودية اللازمة وكل متطلبات النجاح، وعندها من الطبيعي أن تكون المحاسبة بعد تقييم منطقي وموضوعي من أهل الخبرة الذين يجب أن يكونوا من الأسماء المرموقة والتي لها باع طويل مع اللعبة، وأي تقييم أو رأي آخر يكون من مدربين جدد أو ليس لديهم الخبرة الواسعة محلياً وعربياً يجب ألا يؤخذ به لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
باختصار إن أردنا الخير لمنتخبنا وكان هناك حرص عليه بعد أن لوحظ أن هناك عملاً مبشراً، فإن المطلوب التأكيد من اتحاد الكرة أولاً على الثقة بالجهاز الفني، وتحديد مدة عمله التي في رأينا يجب أن تكون ممتدة حتى نهائيات كأس آسيا بعد عامين، وحينها يمكن أن نرى نتائج وثمار العمل الفني والحكم من خلال ذلك.
ما بين السطور -هشام اللحام