الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
هجمة عدائية أميركية غير مسبوقة ضد الصين، هذا ما يشهده عالمنا اليوم، حيث كثفت واشنطن من تصريحاتها وتقاريرها وحملاتها التي تتهم بكين بتوسيع ترسانتها النووية، بينما الحقائق عكس ذلك.
فاختراق جدران الصين وتقويض أمنها واستقرارها بقوتها الاقتصادية والبشرية والاستراتيجية والسياسة، بات الهم اليومي الذي يسوق له حلف الناتو بأوامر أميركية عدوانية واضحة، عبر إلصاق التهم المزيفة وشن حرب واسعة من التضليل الإعلامي والعسكري ضدها.
أميركا تحاول توجيه أنظار العالم عن ترسانة أسلحتها النووية وسباق التسلح الذي تنتهجه بقصد زعزعة أمن واستقرار العالم، وتهديد وترهيب دوله، وهو ما يتأكد بشكل مستمر مع وصول أي رئيس اميركي جديد لسدة الحكم، حيث يبدأ ولايته برفع ميزانية بلاده العسكرية إلى مستويات قياسية جديدة متجاوزة ما سبقها.
كما تحاصر أمريكا الصين بقواعد عسكرية تتكاثر أعدادها بشكل مستمر وتدفع حلفاءها الغربيين من الحلف إلى حذوها بمضايقة التنين الاقتصادي، ومحاولة تشويه سمعته عالمياً.
أمام هذه العسكرة الغربية للمجال الحيوي والاستراتيجي الصيني كانت بكين واضحة في توجهاتها وتصريحاتها عندما أكدت عدم مساعيها لاستخدام النووي إلا إذا تم استخدامه ضدها أولاً، أي إنها لن تكون المبتدئة بأي عدوان نووي، لأسباب عدة منها أنها لم تسوق للحروب وتفتعل النزاعات بل تدعو إلى حل المشاكل سلمياً، ثانيا لأنها تعمل وفق مبدأ الشراكة الاستراتيجية والتعاون والتشبيك الدولي القائم على الاحترام المتبادل وفق القواعد والقوانين الدولية التي تسمح بذل، وهذا ما يزيد من قوتها وصلابتها، لكن واشنطن اللعوب تسعى لأكل الأخضر واليابس كما يقولون في العامية، وتدجن أعوانها الغربيين للسير في اتجاهها كأذرع تستند عليهم وليس من أجل اهتمامها بمصالحهم بل لتجاوز القوانين وخرق الشرعية.
ضمن هذا السياق، سياق التحشيد والتصعيد الأميركي ضد الصين، تأتي تصريحات الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ التي قال فيها: “إن ترسانة الصين النووية تتوسع بسرعة وكل هذا يحدث دون قيود وافتقار تام للشفافية” على حد زعمه، متحدثاً عن الحاجة للحد من التسلح في المستقبل، متجاهلاً الترسانة النووية الأميركية الكبيرة، وكذلك ترسانة الكيان الصهيوني وخطرهما الداهم على مستقل البشرية.
من يسعى لسباق تسلح غير مسبوق وممارسة مزيد من النشاط الإرهابي ضد الدول وزعزعة الاستقرار والأمن الدوليين هي الولايات المتحدة، وليس سواها، فمسرحياتها واضحة ونفاقها لا تخطئه العين، وهي من يدفع العالم نحو حافة الانهيار والهاوية لمحاولة السيطرة على كل ركن من أركان العالم، فيما الصين تتبع دائما استراتيجية منفتحة للتعاون المربح للجميع، وقد أكدت أكثر من مرة أنها لن تسلك أبداً المسار الذي سلكته القوى الكبرى في سعيها للهيمنة.