الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:
يلعب الإعلام المتصهين أو المتأمرك والناطق بالعربية دوراً سلبياً في صناعة الرأي العام من خلال توصيفه المقلوب وتغطيته المضللة ونقله غير الدقيق والموضوعي لما يجري من أحداث وتطورات على الساحة الدولية والإقليمية، وأكثر ما يلفت النظر ويثير الانتباه هو ذاك الخبث المقصود والمتعمد في فبركة الوقائع وقلب الحقائق كي تناسب مشغلي وممولي هذا الإعلام المأجور ومن يقفون خلفه، والغاية من ذلك هو تضليل الرأي العام وخلق بيئة وأرضية مناسبة لتقبل كل المشاريع الأميركية والصهيونية الهدامة التي تستهدف المنطقة ودولها وشعوبها الرافضة للوجود الأجنبي، ولاسيما مشاريع التدخل الخارجي والاحتلال، وكذلك مشروع التطبيع المجاني والمذل مع الكيان الصهيوني، في مقابل الإساءة لصورة الرافضين لهذه المشاريع وتشويه سمعة المقاومين لها سياسياً أو عسكرياً.
قبل أيام نقلت قناة “العربية” التي تدعي “المصداقية” و”الحيادية” في سياق التعمية على الحقائق خبراً على لسان وزير الحرب الصهيوني بني غانتس يقول بأن إيران تقوم بتدريب فصائل أجنبية مسلحة – اتهمها بممارسة الإرهاب – على استخدام الطائرات المسيرة في قاعدة جوية قرب مدينة أصفهان، ثم اتصلت القناة، من أجل تعزيز فرضيتها واتهامات الوزير الصهيوني حول الدعم الإيراني الافتراضي للإرهاب، بمحلل سياسي مأجور ليتشدق بأكاذيب واتهامات تصب بمجملها في صالح الكيان الصهيوني وادعاءاته الكاذبة بحق إيران، وذلك من أجل تبرير أي عمل عدواني أو تخريبي قد تقوم به “إسرائيل” ضدها أو ضد منشآتها أو مطاراتها.
من الواضح أن غاية ورسالة هذا الإعلام المضلل هو نفي صفة المقاومة عن الفصائل التي تدعمها إيران وتقديمها كما لو أنها فصائل “إرهابية” من أجل تقديم كيان الاحتلال الإسرائيلي كمحارب للإرهاب، ومحاولة إظهار إيران التي تدعم كل أشكال مقاومة الهيمنة والاحتلال والعدوان في المنطقة كما لو أنها الراعي الحصري للإرهاب، ومما تشدق به هذا المحلل المأجور هو أن إيران ترعى وتدعم تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك من أجل إدانتها بالتورط أو الوقوف خلف اعتداءات 11 أيلول عام 2001 وهي التهمة التي عجزت الولايات المتحدة الأميركية عن إثباتها بحق إيران رغم ممارستها شتى أنواع التضليل بهذا الخصوص، ومن المعروف أن هذه الاعتداءات كانت ذريعة أميركا لاحتلال وغزو كل من أفغانستان والعراق وشن حرب عالمية تحت عنوان مكافحة الإرهاب طالت اليمن والسودان والصومال ومناطق أخرى.
اليوم يحاول هذا الإعلام المأجور بكل ما أوتي من كذب وافتراء وتضليل ملء الفراغ المتشكل جراء انسحاب أميركا الفوضوي من أفغانستان والمنطقة عبر تعويم الكيان الصهيوني الغاصب كجهة تحارب الإرهاب من أجل قبوله في المنطقة كأمر واقع، والمضي قدما في مشروع التطبيع معه، رغم فشل هذا المشروع فشلاً ذريعاً في تصفية القضية الفلسطينية وإخضاع الشعب الفلسطيني المقاوم لمشيئة الاحتلال الصهيوني، وعبر إلقاء كل التهم المتعلقة بالإرهاب على إيران لتشويه سمعتها ومحاولة عزلها عن قضايا المنطقة، وإفشال الجهود الدولية الساعية للعودة إلى الاتفاق النووي معها.
ما قامت به إيران من دعم متواصل للمقاومة العربية في المنطقة ضد التدخلات الأجنبية والاحتلال والعدوان والحصار كان له الدور البارز في إفشال كل المخططات الصهيونية والأميركية، وليس من السهل قلب الحقائق وتغيير الوقائع لأن شعوب المنطقة باتت تدرك جيدا من الصديق ومن العدو، ولا يمكن خداعها أو تغيير قناعاتها عبر حملات من الأكاذيب المأجورة المدفوعة الثمن.