الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
بكل ما تملك من أدوات إرهابية تحاول الولايات المتحدة الأميركية قطع أي صلة اتصال أو وصل بين سورية والعراق، فسياساتها العدوانية وتعطشها المستمر لممارسة الإرهاب لايتوقف عند حدود معينة، فهي تستثمر في كل شي وتسعى لنسفه حتى لا يكون هناك أي نوع من التضامن أو التعاون أو التنسيق بين هذين البلدين الشقيقين المرتبطين بجذور تاريخية عميقة.
أحد هذه الأساليب والسياسات الإرهابية الواضحة والمؤكدة التي تمارسها واشنطن ووزارة حربها هو لهاثها الدائم منذ احتلت العراق في ٢٠٠٣ وشنت حربها الإرهابية على سورية في ٢٠١١ هو الإبقاء على الحدود بينهما في حالة من البلبلة والعسكرة الإرهابية عبر سعيها لاستقدام المزيد من الأدوات والعملاء والمرتزقة، ورفع مستوى نشاطهم الإرهابي ومخاطر تهديداتهم، إضافة لمحاولة منع تحرير هذه الحدود من فلول التنظيمات الإرهابية، عبر اعتداءات جوية على مواقع الجيشين العربي السوري والعراقي، وقواتهما الرديفة بسبب محاربتهم الإرهاب.
آخر هذه الاستهدافات الإرهابية الأميركية كان الثلاثاء الماضي بعد أن استهدفت قوات الاحتلال الأميركي باعتداء جوي قوات عراقية تقوم بتأمين الشريط الحدودي من التنظيمات الإرهابية، وهو ما أكده مصدر في قوات الحشد الشعبي في محافظ الأنبار، مبيناً أن طائرات حربية ومسيرات وجهت أربعة صواريخ إلى مقرات أفواج الحشد الشعبي التي تقوم بتأمين الشريط الحدودي السوري العراقي.
ماذا يعني هذا الإرهاب الأميركي المتكرر على حدود البلدين وأراضيهما؟ ألا يؤكد رغبة الإدارات الأميركية المستمرة بإيجاد حدود فاصلة لا متصلة تكون هي السائدة لأسباب عدة منها السماح للإرهاب بالتمدد باعتباره ذراعها الأكثر فاعلية لتمرير أطماعها، إضافة لمحاولتها منع تشكيل أي قوة سورية عراقية تكون واجهة قوية لمواجهة أميركا وطرد مرتزقتها، وبالتالي ما قد يؤسس له ذلك من مفاعيل سياسية واقتصادية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية بفعل الإرهاب والتواجد الأميركي الذي بات مرفوضاً بشكل قاطع وتحت أي نوع من الكذب والنفاق والالتفاف والتغرير، وتخريبه للأمن.
ليس هذا فحسب فتحرير الحدود وتأمينها تؤمن مساحة واسعة من عمليات فك الحصار والعقوبات عن البلدين، وهذا من الطبيعي ألا يصب في مصلحة الأميركي لذلك يعتدي بشكل دائم على القوات المقاومة له، بينما ينقل متزعمي الإرهاب من السجون إلى الحدود، فنظامه تخيفه عمليات الوصل والتواصل والتعاون والألفة والمحبة بين الدول التي تتصدى لمشاريعه الاستعمارية، والتي تصنع القوة وتعززها.
إن قيام أميركا بهذا الدعم اللا محدود للإرهاب ومنحه مزيداً من الفرص ما هو إلا لأنها تعلم أنها باتت مرفوضة بوجودها وإرهابها واحتلالها وتواجدها واملاءاتها وسياساتها وعدوانيتها، بالنهاية لا يصح إلا الصحيح، فالاحتلال الأميركي مهما مارس من إجرام وتعدى على الحريات والقوانين وشوه الحقائق وزيف وضلل الوقائع، لا بد له أن يهزم، فالهزيمة تخيفه لأنها تهز قوته وتقض مضجعه، والأيام القادمة من عمليات تطهير الأرض من المحتل وإعادة مجريات الأمور وعلاقات البلدين سيتكفل بها أبناؤها الذين يحمونها ويدافعون عنها، وهذا هو حكم التاريخ وفصله بين كل محتل ومقاوم
