الملحق الثقافي:وليد حسين *
ليلتي حرّى باحتدامِ الشّـعور
وأنــا ممعـنٌ لأدنى مصـــيرِ
أحتسي الكأسَ من يدٍ تتبارى
والرهاناتُ ســاحةٌ للفجورِ
وحديثٍ عنِ الجوى.. ونزيلٍ
يَستفزُّ الرؤى لحالةِ جَــورِ
تسكنُ الروحُ في تباريحِ وهمٍ
تتلظّــى بغيرِ حســمِ الأمــورِ
وتعالتْ صيحاتُ قلبٍ ونادتْ
هل لنا حقّ.. في ابتهالٍ مثيرِ؟
محنةُ العقلِ لم تنلْ غيرَ قسطٍ
مُــوقِنٍ بل تجتازُ خطَّ العبـورِ
تـــستنيرُ المكانَ بينَ صحاحٍ
والرواةُ الــذين أفتوا بحُـــورِ
كـــان لا بــدّ أن يقيمَ دلـيــلاً
كــالبديلِ المُقيمِ منــذُ عصورِ
ما انتهى عمرٌ.. والمنايا تجلّت
مهلكــاتٍ كحاملاتِ السَّـــعيرِ
وخفايا .. كأنّني وسـط فــوجٍ
مُستريبٌ وما لهُم من نُفورِ
رعشةٌ تسري بين كفِّ اغتيالٍ
مُـــذ أحاطت بمنقـــذٍ ونـــذيرِ
والليالي تــرتدُّ حينَ انبــلاجٍ
ليعمّ المَــدى ســــكونُ القُبورِ
أورثتني المنافحاتُ همـوماً
ترتوي النبلَ من شحوبِ الأسيرِ
أغفلتني عــن اللحــاقِ طويلاً
بين صمتٍ يرديك خلفَ السُّطور
لــن تميطَ الأذى بلحظةِ عسفٍ
وتعيدُ الـــرؤى بأمـــرٍ جــديرِ
أيُّ وعــدٍ يبتزّ ضحكةَ ثكـلى
ينكأ الجرحَ في غيابِ الضميرِ
لستَ ترجو من شـانئيكَ نجاحاً
إن كبــا موغلٌ بسَــبرٍ وغورِ
والمواريثُ.. قد يراهـا خطيبٌ
يُلحقُ الضِغنَ في احتواءٍ مريرِ
وتخطّى تلك الموانعَ .. يمضي
بين رفدِ الأنا وتلك الحُجورِ
فــوقَ أكتافٍ يســتزيدُ احتفاءً
يزدري الناسَ كالغبيِّ الحَسيرِ
كم أهاج الجَــفَا سـَليلُ دَعِيٍّ
فليكن مجحفاً بخـــلقٍ كثيــــرِ
قصّةُ الحمقى في البلادِ تمادت
وأناخت في مضحكاتِ الدّهورِ
مذُ رأيتُ اللاشيءَ يحتلُّ جَـــاهاً
مُغرماً.. يرنو مثلَ قَزمٍ حقير
وتولّى .. لــن يستميحك عذراً
إن تغاضى عن هاجسٍ وحضورِ
واستطال الخيالُ يحكي بلاداً
مسّها ضيمٌ من عديمِ الشعورِ
*شاعرعراقي
التاريخ: الثلاثاء14-9-2021
رقم العدد :1064