الملحق الثقافي:هفاف ميهوب:
في كتابه «الحقيقة تحرّرك» يكشف الكاتب الانكليزي المناهض للامبريالية «ديفيد آيك»، أسرار الأجندة الخفيّة العالميّة، وتحالف من يرون بأنهم النخبة، ويرى بأنهم المتآمرون والمتحالفون مع «إبليس» وأباطرة المال اليهود، لتنفيذ هذه الأجندة، والسيطرة على العالم..
يكشف ذلك، بعد مقدمةٍ يزيل فيها النقاب عن التلاعب الذي تتعرّض له حياتنا بشكلٍ يوميّ، على أيدي هذه العصبة السريّة التي تسعى للسيطرة على البشر ومقدراتهم، مقدّماً أسماء الشخصيات والمنظمات والجماعات والمؤسّسات، التي تقف وراء هذه العصبة.
أجندةٌ سريّةٌ عالميّة.. لمنعِ البشر من التفكير البنّاء
يشير «آيك» بدايةً، إلى أنه لا يهدف من كتابه هذا، إلا إلى جعل البشر يتبصّرون ما يحدث عندما يتخلّون عن عقولهم، ويستسلمون لأصحاب الألاعيب، بل ويقدّمون أنفسهم بسهولة، كوقودٍ لإشعال حربٍ هنا، أو فتنة هناك..
يشير أيضاً، إلى سعي الأجندة السريّة العالميّة، لتثبيط همّة الآخر، لمنعه من التفكير البنّاء، وتدريبه على استقبال الأفكار التي يتم غرسها داخله، وبشكلٍ أبشع ما فيه، تدرّجه داخل الإنسان الذي يتمكّن منه أكثر، عندما لا يفكّر بطريقةٍ واعية، ولا يهتم أو يدرك خطورة ما يُغرس فيه، وينمو ويتغلغل ويكبر..
يشير إلى ذلك، وإلى أن «الكرة الأرضيّة قد تعرّضت لعملية اختطاف، من قِبل حضارة، أو حضارات متطورة من الناحية التكنولوجيّة، لكنها تفتقد الحكمة، رغم أنها تمثّل التذاكي»..
إنه ما تلمّسه، بعد أن رأى الإنسانيّة تعيش في واقعٍ من الزمان والمكان، يسمّى «عالم البعد الثالث». ذلك أن «تدخّل الأجندات السريّة، هو تلاعبٌ قادمٌ من البعد الرابع، سواء عن طريق التحكّم بالفكر، أو التدخّل المباشر»…
هكذا يبدأ «آيك» الذي يحذّر من تفاقم «سيطرة الكائنات الفضائيّة الشيطانيّة، على الكائنات الخيّرة التي تهمّها مصلحة وسلامة البشريّة».. أيضاً، من «قيام المتلاعبين في البعد الرابع، باستغلال الأديان للتحكّم بعقول البشر».
يرى هنا، بأن هذا الاستغلال «أفضل طريقة للسيطرة على عقول البشر، وإغلاق عقولهم وتقسيمهم، واتّباع سياسة «فرّق تَسُد»، عبرَ خلق سلسلة من العقائد المتعصّبة، والمبنيّة على تأثيرات خاصة من الكائنات الشيطانيّة، والتكنولوجيا التي تمتلكها..»
هذا ما يراه، ويدعونا لرؤيته، بجعلنا ننظر حولنا، حيث الألم والبؤس والجهل الممتدّ عبر أجيالٍ وأجيال.. «الجهل الذي سببه التعصّب الديني والعقائديّ، يوجّه لإخماد وعي شخص وتفكيره، حتى بذاته، وهكذا إلى أن يتمّ الاستيلاء على الكرة الأرضيّة».
لكن، من يقوم بهذه العمليّة المدمّرة؟!. سؤالٌ أطلقه ليجيب: «الوعي الشيطاني» الذي يتّخذ شكلين أساسيّين، هما: الوعي الذي يقوم بسجننا في عالمٍ ماديّ، وإقناعنا برفضِ كلّ الأفكار الروحيّة، والوعي الذي يشتغل على من لديهم أفكار روحيّة، فيطوف حولهم ليوقعهم تحت تأثيره الذي يغيّبهم..»
كل هذا، جعله يؤكّد: «إننا نعيش في صندوقٍ مقفل الغطاء، نحيا مع الظلام، معتقدين أن إمكانياتنا، والخلق بشكلٍ عام، يقتصر على ما هو موجود في ذلك الصندوق، داخل ذلك السجن الذبذبيّ، وفي الجانب الآخر من غطاء الصندوق، فضاءٌ لا محدود، لكن لا يُسمح لنا برؤيته، ونحن أيضاً، لم نعد نستوعب أن هناك شيئاً خارج الصندوق»..!!!.
قانون الغابةِ والقسوة.. هو ذاته قانون «الشبكة الذبذبيّة»
هكذا يصف «آيك» حال البشر، ممن يقول بأن «قانون الأمس الذي حكم حياتهم، قانون الغابة والقسوة التي نراها عبر الطبيعة، هو ذاته الذي يحكمهم اليوم، ولكن عبر شريعةِ وقسوةِ «الشبكة الذبذبيّة».
يقول هذا، ويشعر أن هناك ما هو مشترك، في كلّ المعلومات والمعتقدات القديمة والحديثة، وهو التأثير الهائل للكائنات الفضائيّة على البشريّة، بل وحروبها الهائلة لأجل سيادتها عليها…
كلّ ذلك، لا يمنع وحسب اعتقاده، من تمكّن أعدادٍ من البشر، وإن كانت قليلة عبر التاريخ، من فتح وتوسيع وعيها.. أعداد ممن «لملموا وجودهم وصعدوا، في عمليّة سمّيت «الخروج من السجن»، فتمكّنوا بذلك من رفع مستوى وعيهم، خلال تقمّصهم وتجسّدهم، والتعرف على طبيعة ماتعاني منه البشريّة».
يعيد «آيك» التذكير، بأن «أكثر طريقة فعالة لإغلاق العقل البشري، هي برمجته على شكلٍ من أشكال العقائديّة المتزمّتة. «الدوجماتية» التي تجعل صاحبها دائماً في موقع المدافع عن فكرته، والرافض لأيّ آراءٍ أو معلومات لا تتوافق معها، والمتمرّد على كلّ رأيٍ بديلٍ لرأيه»..
يعدد أشكال هذه العقائديّة، ومن ثمّ يشير إلى أن «ما يسمّى «الأخوية» هو هرم السلطة في الماسونيّة، وبدأ مع ظهور ما يُسمّون :»البنّاؤون الأحرار».. الماسون الذين يتلاعبون بالعالم الآن، ويعملون على السيطرة عليه، حتى أن الرسوم المطبوعة على الدولار الأميركي، هي نفسها رمز «الأخوية» أو «الماسونيّة».
هذا ما توصّل إليه الكاتب، الذي يشهد بأن هذه النخبة، وكما أسماها، تعمل على أخذ العالم الذي تعتبره «قطيع»، نحو عصرٍ جديد، ومرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
يشهد بذلك، وبأن «طرق الهيمنة التي اعتمدتها هذه النخبة، هي الخوف الذي تمّ إذكاؤه، من خلال الكشف عن سلاحٍ جديد، اسمه «القنبلة الذريّة»، وكان من صنع الأميركيين، وبدعم ومساندة وتمويل، أقطاب النخبة الذين يسيطرون على كاملِ المشروع الذي استخدم لتدمير «هيروشيما» و»ناغازاكي» في آب 1945، لبثّ الخوف وفرض شروط على اليابان، عقب استسلامها بعد إلقاء القنبلتين.
تتمُّ الهيمنة أيضاً، عبر تحرّي المتآمرين على العالم، أو «الماسون» عن كلّ من يشكّك بمحرقة اليهود، أو «الهولوكوست» المزعومة، فيطاردونه ويتعقّبون من ينكرها، ما دفع «آيك» لمواجهتهم ساخراً: «أنتم تمزحون، فالمحرقة ليست حقيقية، بل لم يكُ هناك أصلاً أيّ محرقة»..
نعم، يُكذِّب «آيك» قصة المحرقة، ليعلنُ بعد التحرّي عنها: «المحرقة الحقيقية التي يشهد ويعترف بها التاريخ، هي تلك التي نفّذها الأميركيون، ضد القبائل الأصلية التي كانت تسكن أميركا قبل مجيئهم إليها، وهي تلك التي قامت بها إسرائيل ضد الفلسطينيّين، بمساعدة النخبة في العالم، ممن قاموا بالتعتيم على المذابح التي سعت إلى إبادة الفلسطينيين، بل وقاموا بتوفير الحماية، للعصابات الصهيونيّة الإرهابيّة، التي بات الزعماء فيها، قادة إسرائيل فيما بعد».
هكذا تمّت السيطرة على العالم، باستخدام استراتيجيّة شاملة، ليس للسيطرة على أوروبا الغربية فحسب، بل والشرق الأوسط والأدنى، وكان العالم الثالث في بؤرة هذه الاستراتيجيّة التي تقول: «لقد أوفى العالم الثالث بوظيفته الرئيسيّة، كمصدرٍ للمواد الخام، وكسوقٍ لمنتجات المجتمعات الرأسماليّة، ولكن تمّ اغتصابه، عقليّاً وعاطفيّاً ونفسيّاً..
الفاشية النفسية.. والنظام الجديد
يفضح «آيك» وبعد تعرية ما أسماه «النخبة العالمية»، الدور الذي تلعبه أكبر الإمبراطوريات المالية اليهودية في العالم.. «آل روكفلر، وآل روتشيلد، وآل مورغان، وآل ووربرج»، وغيرهم ممن كانوا يوجّهون السياسيين والمستشارين، فيما يتعلق بتأسيس الأمم المتحدة، وهم من اختاروا نيويورك مقراً لها، وهم أيضاً «أصحاب فكرة إنشاء منظمة الصحة العالمية، للسيطرة على سكان العالم، ووكالة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، ومنظمة الطفولة والأمومة «اليونيسيف»، والمؤسّسات التي تمتلك البنوك العالمية، وتسيطر على صناع القرار في العالم، ومنهم من هم أعضاء في المائدة المستديرة، ومنهم ملوك وملكات ورؤساء دول، وغيرهم من أصحاب القرار والنفوذ».
إنه ما أسماه «الفاشيّة النفسيّة»، حيث سياسة التفرقة التي تعتمد على برمجة وعي «الرأي العام»، وخلق مجتمعٍ مذعور، هو أداةٌ أشبه بالسلاح الصامت، في الحرب الهادئة، حيث عمليات غسل المخ الجماعيّ، والسيطرة على العقل، وتخريب أنشطته، وحرمانه من أيّ برنامجٍ تعليميّ أو تقنيّ، بالإضافة إلى التلاعب بالعواطف، والتركيز على العنف والحروب في الإعلام، وخاصة شبكات التلفاز والصحافة، وكلّ ذلك لإرباك الرأي العام، وإحداث انقلابٍ عقليّ، يأتي في مقدّمة الأسلحة الصامتة للحرب الهادئة.
الحقيقية هي الحبّ.. وهو من يحرّرك
بهذا يختم «آيك» الذي يأخذنا في نهاية كتابه، وبعد أن أدخلنا إلى متاهات الجحيم، وبشاعة أحقاد القائمين على جذب البشر إليه والسيطرة عليهم، إلى عالمٍ آخر يخلّصنا من هذا العالم البشع، ويحرّرنا من تسلّطه وغطرسته.. العالم الذي يدعونا لأن نحبّ أنفسنا فيه، قبل أن نحبّ أي شيء آخر، وأن نتخلى عن الفوضى والصراع والأحقاد والانقياد.
يدعونا أيضاً، للسعي إلى الابتكار والإنجاز دون نهاية، وإلى اليقظة في فهم حقيقة أنفسنا، وهو ما يمكّننا من وضعِ حدٍّ لهيمنة المتلاعبين وأتباعهم، بعقولنا وحياتنا ومصيرنا.
كلّ ذلك برأيه: «يشفي من التزمّت العقائدي، والخوف والشعور بالذنب والتعصّب، والدوجماتيّة السياسية، والسقوط في براثن المعلومات المُضلّلة، والحقد الذي يقيّدنا بعيداً عن الحبّ، الذي هو الحقيقة التي تحرّرنا»..
التاريخ: الثلاثاء14-9-2021
رقم العدد :1064