الملحق الثقافي:شهناز صبحي فاكوش:
سعى الغرب المتوحش بكلِّ أساليبه الاستعماريّة وخططه؛ لتدمير خاصية الانتماء لدى المواطن السوري، بالتأثير عبر نهجِ القوّة المفروضة عليه؛ في الحرب الظالمة التي سرقت من عمره عقداً من الزمن، هي في حياة الشباب استئصال لأحلامهم..
قبل الحرب على سورية، كانت مؤشّرات التنمية تتسارعُ بشكلٍ ملحوظ، فلا ديون والوضع الاقتصادي ترتفع معدلاته بشكلٍ إيجابي، مع فائضٍ في الميزان التجاري واحتياطي النقد، ووفرة في الموارد والمخزون الزراعي المميز، ما انعكس خيراً على حياة أفراد المجتمع السوري. أمورٌ هامة تحمي كرامة المواطن، ليفخر بأنه ابن الوطن الأكثر أماناً وفق تقاريٍر عالمية، هي انعكاس للاستقرار والأمان الاجتماعي..
كلّ ذلك جعل النظرة الاستعمارية على سورية غاضبة، من البنك الدولي ومن يملكه ويديره من العائلات الصهيونية، إذ كيف لدولةٍ يقف الكيان الصهيوني على حدودها، أن تكون بذلك الاستقرار وقوّة التنامي. ما يهدد أمن الكيان الغاصب المحتل..
وكانت الحرب على سورية، لتفعل فعلها في المجتمع السوري عامودياً وأفقياً، فقد اتّضحت بسالة الجيش العربي السوري، وتضحياته للحفاظ على سيادة الوطن وكرامة أبنائه؛ الذين صمدوا وقدموا أغلى ما يملكون قرابين عزٍّ، شهداء لا للبقاء بل لحفظ الكرامة.
بُدء بتهشيم الاقتصاد الوطني، في أشرس حربٍ مرت على سورية، ما أوقع المواطن السوري في ضائقة اقتصادية خانقة، أثّرت سلباً على معيشته وحالته الاجتماعية بشكلٍ ملحوظ، فأخذ تفكير المواطنين البسطاء؛ يضع موضوع توطين الخبز مقابل مشروع توطين الفلسطينيين.. لأنهم ببساطة يتنفّسون قضايا أمتهم.
بشكلٍ وآخر غُذّيَ الفاسدون بمساعدة «دواعش الداخل»، المتخفين بأثوابٍ شتى وأغلبهم يتملكون بعض أدوات التأزيم، ما يمسُّ سلباً حياة الشعب، رغم محاولات الحكومة تخفيف حدة الفقر.
بدأت مرحلة سعى المرء للحفاظ على كرامته، بعد الشرخ المجتمعي الذي حاق به جراء الضائقة الاقتصادية المتردية، والآخذة بالانهيارِ في الحالة الفردية، ما أنتج خللاً في التفكير الجمعي، مرة بطرح حوارات دينية، تتطور لتصبح نقاشاً مذهبياً عقيماً، لم يعتد عليه المواطن السوري، في دعوةٍ مبرمجة لشقاق ذات البين الوطنية، ما يمس الكرامة الإنسانية.. إلى أن تنتقل دراماتيكياً بين السياسيين، حتى ليظنّها السامع، حرباً بين أطلال الاشتراكيين والليبيراليين، ثم يتدخل المحاورون الجدد نتاج الأزمة، بذريعة العدالة والمساواة والفوارق الطبقية الاقتصادية، ويبدأ النفخ في كيرها لزيادة سعيرها، لأجل شقِّ الصف الذي يدعونه موالياً، وهو في حقيقة الأمر عاشقاً لوطنه ورافعةً لقضاياه.
الأميركي يتابعنا بدقّةٍ متناهية، في الحركات والسكنات، ومراكز أبحاثه لا تفتر لحظة، ولا تغفل لما يكون في تفاصيل حياتنا، مشجعاً على سرقة الثروات، ونهب الموارد بل شريك فيها، ومن جانبٍ آخر يشرب نخب ضخِّ الحنق والغضب بيننا.
ويشيع بين الفئات العمرية الشابة، بثّ اليأس تحقيقاً لغاية النيل من الثبات وضرب صموده. كما أنه يعمل على إطالة أمد اللاحرب، وتكريس اللا مفاوضات الناجعة، وترويج انسحاب القوات الأميركية من سورية، والعدول عن ذلك بذات السفاهة..
التاريخ: الثلاثاء14-9-2021
رقم العدد :1064