الثورة أون لاين:
لوركا الشاعر الإسباني العالمي لم يعش طويلا لكنه ترك أروع الإبداع الشعري.. في رحلة حياته يتقد الأمل وتعيش القصائد فتغدو بيدر نجوم ومجرات امل..
من عبق شعره نختار ثلاث قصائد، وقد ترجمتها إلى العربية ناديا ظافر شعبان..
لوركا الشاعر الذي أنصف العرب وحضارتهم في الأندلس وهو القائل: يجري الدم العربي في شراييني
“غزالة الهروب”:
ضعت مرات كثيرة في البحر،
أذني مليئة بأزهار مقطوفة للتو،
ولساني مليء بحجب وباحتضار.
ضعت مرات كثيرة في البحر،
كما أضيع في قلب بعض الأطفال.
ليس هناك من ليلة لا يشعر فيها المرء،
بابتسامة أناس بلا وجوه، وهو يعطي قبلة،
وليس هناك من أحد، ينسى الجماجم الجامدة،
للأحصنة الميتة، وهو يداعب وليداً.
لأن الورود تبحث في الجبين
عن منظر قاسٍ لعظم،
ليس لأيدي البشر اتجاه،
غير تقليد الجذور في باطن الأرض.
كما أضيع في قلب بعض الأطفال،
ضعت مرات عديدة البحر.
جاهلاً للماء، أمضي مفتشاً
عن موت من ضوء يفنيني.
“قصيدة جريح المياه”:
أريد أن أهبط إلى البئر،
أريد أن أتسلق جدران غرناطة،
لأنظر إلى القلب المثقوب،
بمخرز المياه المظلم.
كان الطفل الجريح يئن،
وتاجه من صقيع.
كانت برك، جبب، وينابيع،
تسل سيوفها في وجه الريح.
أي، أي جنون حب، أي خنجر جارح،
أي ضجيج ليلي، أي موت أبيض!
أي صحارى ضوء، كانت تحفر
رمال الفجر! كان الطفل وحده،
والمدينة غافية في حنجرته.
فوارة مياه آتية من الأحلام،
تحميه من الجوع، والطحلب،
كان الطفل واحتضاره، وجهاً لوجه،
مطرين أخضرين متعانقين.
كان الطفل يتمدد على الأرض،
ويحدودب ظهر احتضاره.
أريد أن أهبط إلى البئر،
أريد أن أموت موتي ، جرعة جرعة،
أريد أن أملأ قلبي طحلباً،
حتى أرى جريح المياه.
“قصيدة البكاء”:
أغلقت شرفتي،
لأني لا أريد أن أسمع البكاء
إلا أن وراء الجدران الرمادية،
لا يسمع شيء غير البكاء.
هناك ملائكة قليلة تغني،
هناك كلاب قليلة تنبح،
يسقط ألف كمان في راحة يدي.
لكن البكاء كلب ضخم،
البكاء كمان ضخم،
الدموع تكم فم الريح،
ولا يسمع شيء غير البكاء