الثورة أون لاين – ريم صالح:
إن لم تستح افعل ما شئت، هو التوصيف الأدق لكل كلمة منمقة تفوه بها رئيس نظام الانتهازية التركي رجب أردوغان، الذي توهم على ما يبدو أن أحابيله الدبلوماسية، وتصريحاته حول الحرب على سورية التي تعمد فيها تزوير الحقائق الميدانية، وقلبها رأساً على عقب، قد تمحو سجله الظلامي، وتعطيه بالتالي صك براءة سياسي، بأن لا علاقة له لا من قريب، ولا من بعيد، بكل ما يكابده السوريون من ويلات سببها إرهابيوه، وإرهابيو الأميركي والإسرائيلي، ومشاريعهم العدوانية، وحصارهم الاقتصادي الذي يستهدف السوريين جميعاً دون استثناء.
“سنواصل مكافحة الإرهاب في سورية، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح باستمرار الأزمة في سورية 10 سنوات أخرى”.. هذا ما تفوه به أردوغان، فمن يستغبي بكلامه هذا؟، وعن أي محاربة للإرهاب يهذي، وهو الذي حول بلاده إلى بؤرة متخمة بالإرهابيين، ومنصة لإطلاقهم باتجاه الأراضي السورية، ليفجروا سمومهم الإرهابية والإجرامية في صدور الشعب السوري الصامد، دون أن ننسى أنه أيضاً من يمد أولئك الإرهابيين بكل ما يلزم للقيام بهجمات إرهابية تستهدف بواسل الجيش العربي السوري.
ولعل الأكثر وقاحة هنا هو زعم رئيس اللصوصية التركي بأن بلاده أنقذت كرامة الإنسانية فيما يتعلق بالأزمة في سورية، دون أن يخبرنا كيف ومتى، مع العلم أنه وحده من استثمر بالأوضاع في سورية، ومن كل النواحي، لملء جيوبه، وعائلته، وأرصدته البنكية، فمن سرقة المعامل والمصانع، مروراً بنهب الثروات النفطية، والغازية، والمحاصيل الزراعية، والآثار، وصولاً إلى اتجاره بملف المهجرين قسرياً بفعل أدواته الإرهابية المأجورة، واستخدام المهجرين واللاجئين كأداة لابتزاز أوروبا، وللمساومة من خلالهم على الطاولة الأممية، وسجل أردوغان ينضح بكل العورات الأخلاقية، والإنسانية، والشرعية، والقانونية.
وبلغة الأرقام والمستندات فإن موقع “نورديك مونتيور” السويدي سبق ونشر وثائق تؤكد دعم النظام التركي المارق للإرهابيين الدواعش في سورية، وإعطائهم مرتبات شهرية، بل وأيضاً تدريبهم، وتزويدهم بالخطط لشن الهجمات الإرهابية في مدرسة سلطان بيلي بإسطنبول.
صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأميركية هي الأخرى نشرت مقالاً للكاتب مايكل روبين والذي قال فيه أنه إذا نظرنا إلى تركيا ضمن أي إطار معقول ومنطقي يقيس الأنظمة المارقة، فإن تركيا ستكون نظاماً مارقاً، إذ إن أردوغان لم يقم بتمكين تنظيم داعش الإرهابي من خلال دعمه لوجستياً، وإمداده بالسلاح، وتوفير ملاذ آمن له فحسب، بل وفقاً لرسائل إلكترونية مسربة استفادت عائلته أيضاً من ذلك، لافتاً إلى أن العثور في وقت سابق على متزعم تنظيم داعش الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي على بعد 3 أميال من الحدود التركية في منطقة تسيطر عليها القوات التركية كلياً ما هو إلا دليل على الازدواجية التركية في هذا الخصوص.
وتبقى الشعرة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، هي قصة الفتاة الملقبة بـ”عروس داعش”، و هي المدعوة شميمة بيجوم حيث أن قصتها كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن نظام الإرهاب التركي الإخواني يدعم الجماعات الإرهابية، والتنظيمات التكفيرية الإجرامية، ويسهل لهم الانتقال بين البلدان.
وفي الختام لا يسعنا إلا التنويه لما ذكره مدير مكتب الدراسات الجيو استراتيجية الأمنية لهيئة طلائع الجزائريين الدولية، والخبير الجزائري في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب علي زاوي، عن وجود معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بأن أردوغان أرسل نحو 800 إرهابي مرتزق من سورية للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي بشمال مالي، لتوسيع نفوذه حتى في منطقة الساحل الإفريقي، وأن منطقة غرب إفريقيا هي هدفه المقبل، وفق مخطط قذر جديد يستهدف محاصرة الجزائر، والسيطرة على الجزء الأكبر من القارة الإفريقية.
وبعد ذلك كله ينظر أردوغان، ويدعي محاربته للإرهاب، مع أن الأجدر به أن يعرف حجمه ويلزم حده.