الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
في الوقت الحاضر لا يزال الحزب الديمقراطي الحر في ألمانيا حزباً معارضاً، ولكن مع الانتخابات البرلمانية القادمة، يمكن أن يكون له دور مهم في تشكيل الحكومة بقيادة زعيمه كريستيان ليندنر الذي يتقدم حاليًا في استطلاعات الرأي أكثر من أي وقت مضى، ويبدو أن النتيجة مؤكدة.
ويتم حاليًا التودد إلى الحزب من قبل عدة أحزاب قد تحتاج إلى دعمه لتشكيل حكومة ائتلافية، مثل (حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الحاكم الحالي بزعامة أنجيلا ميركل)، والذي كان أداؤه في استطلاعات الرأي أسوأ من أي وقت مضى في تاريخ الجمهورية الفيدرالية، فهو يرغب في تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر، ويتفهم رؤساءهما (ارمين لاشيت و كريستيان ليندنر ) ويتوافقون مع بعضهم البعض.
لقد حكما معًا في أكبر ولاية في ألمانيا، شمال الراين – وستفاليا. ومع ذلك، من غير المرجح أن يحصل الاثنان على عدد كافٍ من الأصوات للأغلبية، وسوف يحتاجان إلى شريك ثالث، وسيتعين أن يكون حزبًا يساريًا: إما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) أو حزب الخضر.
كما أن الخصم المباشر لأرمين لاشيت هو أولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (وزير المالية في الحكومة الائتلافية الحالية)، يرغب أيضًا في تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر، لكن هذا سيتطلب أيضًا طرفًا ثالثًا، حزب الخضر، لأن الحزب الديمقراطي الحر والحزب الديمقراطي الاشتراكي معًا لن يكون لهما أصوات كافية.
وكما هو الحال في جميع استطلاعات الرأي الحالية، فإن تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر هو مجرد احتمال، علاوة على ذلك، يُقال إن أولاف شولتز يؤيد مثل هذا التحالف، من ناحية أخرى، كان كريستيان ليندنر يقول منذ شهور إنه لا يمتلك الخيال لمثل هذا التحالف على الرغم من أنه لا يريد استبعاده أيضًا.
في الوقت نفسه أكد ليندنر مرارًا وتكرارًا أنه لن ينضم تحت أي ظرف من الظروف إلى حكومة ائتلافية تعتمد زيادة الضرائب، لكنه تراجع عن وعده وانضم إلى حكومة تزيد الضرائب، والواضح للعيان بأنه سيخلف أيضا وعده الرئيسي في الانتخابات، وسيكون تكرارًا لما حدث في عام 2009، عندما شن الحزب الديمقراطي الحر حملة بشأن التخفيضات الضريبية وحصل على حصة كبيرة من التصويت، لكنه تراجع بعد ذلك عن وعده بالانتخابات.
ودفع الحزب الثمن بعد أربع سنوات، في عام 2013، عندما أنهى الحزب الديمقراطي الحر الانتخابات بأسوأ نتيجة له على الإطلاق، وطُرد من البرلمان الألماني، البوندستاغ، ولا تزال هذه التجربة المؤلمة تطارد الحزب الديمقراطي الحر.
بينما يطالب حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي بحماس بنفس الزيادات الضريبية التي استبعدها الحزب الديمقراطي الحر بشكل قاطع، وتلعب مطالبة “الأغنياء” بدفع المزيد من الضرائب دورًا مركزيًا في الانتخابات الحالية، لاسيما في حملة الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ووعد كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بزيادة ضريبة الدخل وفرض ضريبة الثروة لأول مرة منذ عام 1997، ويريد حزب الخضر حتى فرض ضريبة ثروة لمرة واحدة على رأس ضريبة الثروة، وبذلك سيتعين على الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر أو الحزب الديمقراطي الحر أن يخالفوا وعدًا رئيسيًا في الحملة الانتخابية.
يشير هذا إلى أن المحادثات لتشكيل مثل هذا التحالف قد يكون مصيرها الفشل. وستكون المشكلة الضريبية هي العقبة الرئيسية، لكنها ليست بأي حال من الأحوال حجر العثرة الوحيد.
ولكن ماذا سيحدث إذا انهارت محادثات الائتلاف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر ، والحزب الديمقراطي الحر وانتهت ألمانيا بتحالف من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الخضر، والحزب اليساري المتطرف البارز في ألمانيا، دي لينك – وهو احتمال.
إذا فشلت محادثات الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر بعد 26 أيلول الحالي، فسيتم إلقاء اللوم على كريستيان ليندنر لحقيقة أنه لأول مرة في تاريخ ألمانيا الحديث ستكون هناك حكومة يسارية وستضم الشيوعيين السابقين.
بقلم: راينر زيتلمان