في زاوية سابقة بعنوان “تربويات” أشرنا إلى عدم وجود مدرسين أو معلمين لبعض المواد أو الصفوف في بعض المدارس وما أكثرها، واليوم نتحدث عن أهمية التعليم وما هو مطلوب من المعلم أو المدرس، كون التعليم كما نفهمه ليس أحرفاً وكلمات وجمل نقولها للتلميذ والطالب في الدروس لنقضي واجباً نراه ثقيلا، إنما هو مهمة وأمانة تفترض الاجتهاد والبذل وحسن الإخراج، وهو بالتالي ليس مجرد حضور وإلقاء بل هو تربية وعطاء وتضحية، وهو فوق كل ذلك رقي وتطوير وتطور ليصعد معلمونا بمستواهم أولاً ثم بمستوى طلابهم ثانياً كون التعليم شرف وعزة لمن وعى وأدرك المكانة. فهل يحسن معلمونا ذلك..؟.
سؤال يحتاج لإجابة واضحة وصريحة، كون ما نراه ونشاهده من بعض المعلمين لا يطمئن، كثر هم الذين لا يتمتعون بالحس الوطني والأخلاقي تجاه طلابهم.. يتغيبون كثيراً عن حصصهم، وإذا ما حضروا لا يقدمون الفائدة لطلابهم، الذين هم أمانة في أعناقهم.. وكثر هم المتمارضون.. إشكاليات عديدة يعاني منها الطلاب من معلميهم.
ونحن هنا نقول: إن الطلاب أمانة في أعناق مدرسيهم فإن لم يرتقوا بأدائهم فإنهم لا محالة هابطون، علينا أن نؤمن يقيناً أن البيئة المدرسية حق للجميع ولا يجوز لأحد أن يبخل في إعطاء ما هو مفيد، فالمعلم أو المدرس يخطئ حين يمن على الطالب في تعليمه وينسى أنه لم يحضر إلا من أجله.. عليه أن يربي ويبني أكثر مما يقول، فالكلام قد يزول ويبقى ما ركن في الفؤاد.. وهنا نستحضر مسيرة التعليم، روادها، وبناة مدارسها، وناسجو راياتها الأولى، يومها كان للتعليم مكانة مرموقة، في المقابل كان للمعلم مكاناً مميزاً، لكن ما الذي حدث لحالة التراجع عند كلا طرفي المعادلة المعلم والمتعلم..؟.
المتعلم بات غير آبه بمعلمه، والمعلم يأتي إلى حصته الدرسية ” قرفاً ” ظناً منه أنه لا يحصل على حقه كاملاً، طبعاً هذا حاصل، ففي وقفة قصيرة مع النفس نتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع تجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يفترض أن يقوم به، وعظم المسؤولية التي تقع على كاهله، فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس يجب أن يتعهدها بما لديه من علوم معرفية، كي تثمر علماً ومعرفةً وفضلاً.
قضايا إشكاليه كثيرة بين المعلم والمتعلم تحتاج لمتابعة جادة ومسؤولة من قبل المعنيين بالتربية، خاصة فيما يتعلق بتثبيت قيم المواطنة والانتماء وترجمة المعرفة إلى سلوك، وهذا كله يقع على عاتق المعلم، وفهمكم كفاية..
هامش: في هذه المحطة نتحدث عن حالة النقص الحاصلة في الكثير من المدارس فيما يتعلق بتأمين المياه النظيفة والصالحة للشرب للطلاب، إضافة لحالة عدم نظافة خزانات المياه الأمر الذي يتطلب إعطاء هذه المسألة الأهمية القصوى خاصة ونحن نعيش واقعاً صحياً غير مستقر نتيجة انتشار جائحة كورونا.
حديث الناس- إسماعيل جرادات