هل تبدو كرتنا قريبة من تحقيق الانجاز التاريخي غير المسبوق، بالتأهل لنهائيات كأس العالم؟! أم أنها مازالت بعيدة جداً، بحكم أنها لا تمتلك القاعدة العريضة للبناء والتأسيس عليها في حلم بحجم هائل، وثوب فضفاض كثيراً لايناسب مقاسها؟!.
من الواضح أن كلا الأمرين احتمال وارد، في تناقض صارخ قد يدعو للدهشة والاستغراب.
نظرياً، أي على الورق فحسب، فإن منتخبنا الأول يسير في الاتجاه الصحيح، بعد تعديل المسار، ولديه إمكانات فنية كبيرة، من مجموعة متميزة من نخبة لاعبينا، ومازال يمتلك فرصة كبيرة للمنافسة في الدور الثالث من التصفيات أمام منتخبات متقاربة في المستوى، على الرغم من خسارته في مباراته الأولى وتعادله في الثانية، فالمنافسون لا يتفوقون على منتخبنا في الكثير من الجوانب، ومن الممكن كسب المزيد من النقاط أمامهم.
وفي الجهة المقابلة فإن غير المتفائلين بمنتخبنا، يرون أن المشكلة ليست في المنتخب، وإنما في كرتنا ككل، بما تعانيه من ترهل وسوء تخطيط، وضعف إعداد، وشح في الموارد، وخلل في البنية التحتية، ناهيك عن الوهن الذي يضرب أطنابه في أنديتنا من الجهتين الإدارية والفنية، وغياب شبه كامل للثقافة الكروية والعقلية الاحترافية.. هذا إن لم نأتِ في الحديث عن اخفاقات كرتنا السابقة في جميع المحاولات للتأهل للمونديال، على الرغم من أن الظروف كانت أفضل كثيراً مما عليه الآن..
الطموحات والتطلعات مشروعة، لكنها لا تفعل شيئاً على أرض الواقع، إن لم تكن مشفوعة بإدارة منظمة ومحترفة، مع امكانات مادية كافية لتغطية النفقات المتزايدة للنهوض والتطور..وإذا تركنا الحبل على الغارب للأمنيات المجردة فلن نحصل على أكثر من أحلام مؤجلة.
مابين السطور- مازن أبوشملة