يؤكد السلوك الأميركي بكارثيته المتدحرجة على جميع دول العالم، أن الولايات المتحدة ما تزال الدولة الأكثر خداعاً ومراوغة وخيانة، حتى لحلفاها وشركائها وأدواتها، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمصالحها ومكاسبها وطموحاتها الاستعمارية.
حتى الشعب الأميركي نفسه، بدأ يشعر بالخجل من سياسة بلاده وسلوك ساسته وإداراته المتعاقبة التي بات الكذب شعارها وخيارها وسبيلها للتقدم على أجساد الشعوب وأشلاء المبادئ والقيم والشعارات الإنسانية التي رفعت لواءها لغزو واحتلال العالم ونهب وسلب خيراته وثرواته!!.
إنها أميركا التي ستبقى تكذب وتخادع، لأنها إن لم تفعل كذلك، فلن تكون أميركا التي نشأت وقامت وترعرت على الحطام والجماجم واستباحة الحريات والقيم الإنسانية، إنها أميركا التي لم ولن تحفظ الوعود وتصون العهود، مهما حاضرت في القيم والأخلاق والمبادئ والإنسانية و حرية وسيادة الشعوب.
وحده السلوك الأميركي القبيح، يبدو ملفتاً في عناوين وتفاصيل المشهد، بل كان الأبرز تحت الأضواء وتحت عدسات التشخيص والتحليل السياسي، لاسيما مع حلفاء الولايات المتحدة الأقرب لها، والذين لا يزالون شركاءها في الخراب والدمار والإرهاب والمشاريع الاستعمارية.
دمشق كانت الأقدر والأجدر على مقاربة وفهم السلوك الأميركي ومنذ عقود طويلة، وربما كان هذا هو السبب الأساسي وراء استهدافها على الدوام، لكن الأهم في ذلك كله أن واشنطن لم تتعظ بعد من دروس الماضي والحاضر الذي كان متخماً بالإخفاقات والهزائم، بل على العكس من ذلك تماماً، فإنها ما تزال تتشبث بسياسات الزيف والخداع والتصعيد أكثر من أي وقت مضى في رسالة إلى الجميع بأنها ما تزال تمسك بخيوط الإرهاب والخراب والعبث بكل العناوين الرئيسة للمشهد الإقليمي والدولي.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي