عراة فكرياً…!

كل من جمع الكتب يدرك متعة فقدان الذات وسط منطق شائك، تقدمه لك الكتب المتنافرة، فقدان يتيح لك التحالف مع الزمن علك تنتزع حروفك الخاصة، حروف تنقش في مكتبة حياتك غير آيلة للنسيان…
تابعنا حتى فترة قريبة العمل على مكتباتنا الخاصة، لكن منذ عدة سنوات… بدأنا نفقد اهتمامنا بها… ليست ظروف الحياة وحدها، أو غلاء الكتب السبب الرئيسي.. بل طبيعة العصر، التغيرات التي تهاجمنا بلا توقف، ومع فقدان شغفنا بمكتباتنا، بدأت تتراخى حركة الكتاب الورقي…
ولم تعد أقدامنا تقودنا إلى تلك المكتبات العامة لنلتقط في أوقات متقاربة كنوزها…
لا أذكر المرة الأخيرة التي ذهبت خصيصاً لأزور تلك المكتبات المتناثرة وسط دمشق، ولم أدر عن مصيرها، إلا حين أعلنت مكتبة نوبل العريقة، قبل بضعة أيام إغلاق أبوابها أمام قرائها إلى الأبد…
وقع الصدمة كان كبيرأ..وكأننا اعتقدنا أن أصحاب تلك المكتبات قادرون على الوقوف وحدهم في وجه كل هذا الدفق التكنولوجي، حتى لو لم يبيعوا كتبهم، تلك الكتب التي تخفق يوماً إثر آخر في جذب زوار جدد.. بدا وكأن الأقلام استفاقت فجأة لترثي أفول زمن لن يعود مرة أخرى…
نوبل اليوم.. إلى مصير مجهول…!.
وقبلها.. ميسلون تحولت إلى مركز صرافة، واليقظة إلى محل لبيع الأحذية ومكتبة العائلة إلى صيدلية، بينما مكتبة “الزهراء” اقتسمت مكانها مع مقهى إنترنت.
على وقع هذا الإغلاق الصارخ…على وقع الابتعاد عن الورقي صوب شاشاتنا الذكية اللامعة، هل نفقد شيئا، أم إننا نساير التحديث؟.
على وقع عالم يتغير… ألا نفقد تلك الأوراق الغنية، التي علمتنا يوماً الحكمة، التأني …التفريق بين المزيف والحقيقي، بين الأنا الناقصة والنحن المتعاونة، بالابتعاد عن كل هذا التعربش الفكري الممتلئ…ألا ندخل عراة فكريا، إلا من ورقة التوت….؟.
ما الذي سيحدث بعد…؟.
أي الأمكنة سيبقى وأيها سيغلق..
ونحن هل سنبقى أنفسنا..أو سنشعر أننا زائلون بالمعنى الروحي والفكري…لا المعنى الفيزيائي…
لست أدري إن كان هذا الزمن اللامتناهي في تراخيه، سيجعل لحضورنا البشري خصوصية، ونحن لم نشهد أواناً يحتفي بالتسطيح كما يفعل وقتنا الحالي…
هل علينا أن نراقب بصمت…أو نستسلم أو نعارك…؟.
نحن الذين عشنا عمراً لا يستهان به في زمن احتفى بمعانٍ وقيم مغايرة…ولكننا اليوم نشهد أفوله..هل هذا يعني أن وقتنا قد ولى..؟.
أو أننا سنشبه شخصاً هجيناً يتأرجح بين زمنين دون أن يتخلص من عباءة الماضي أو يلتحف خيوط المستقبل.

رؤية- سعاد زاهر

آخر الأخبار
الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية درعا تطلق الحملة المجتمعية التطوعية الكبرى  "أبشري حوران " "يداً بيد" تبني مجتمع جبلة بالتكافل والعمل الجماعي الأمم المتحدة: غزة بلغت أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي سوريا.. بين موازنة علاقاتها الدولية وتجنب الارتهان لأي طرف خارجي الشيباني في جدة: سوريا متمسكة بوحدتها وتدعو لتحرك إسلامي ضد الانتهاكات الإسرائيلية "الشرع" يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. رسالة لكسر عزلة سوريا وإعادة تموضعه... ملتقى الاستثمار السعودي السوري الأول: تحديد ملامح الشراكة في 12 قطاعاً اقتصادياً مبادرة فردية في إدلب تعيد قطعاً أثرية لمتحف المحافظة لحماية التراث الوطني معرض دمشق الدولي..أداة إستراتيجية لإعادة بناء جسور الثقة مع المستثمرين المخترعون السوريون.. عقول لامعة حبيسة الأدراج التمويل الغائب يحول دون تحويل اختراعاتهم إلى إنجازات معرض دمشق الدولي... نافذة سوريا إلى العالم ورسالة أمل تتجدد استنفار خدمي وتنظيمي محافظة دمشق في قلب الحدث: جهود متواصلة لإنجاح معرض دمشق الدولي المسح السمعي لحديثي الولادة إجراء آمن وبسيط يضمن التطور الطبيعي للطفل "مالية حلب" تسعى لتفعيل الاتصال الرقمي الآمن في مديريات المال بالمحافظة الجزرية.. حلوى تنفرّد بصناعتها اللاذقية بين الغياب والحاجة وتفاقم المشكلات.. الفئات الهشة خارج دائرة الحماية الاجتماعية بين الضرورة والمخاطرة.. السيد عمر لـ"لثورة": استبدال العملة مرتبط بتوفر الظروف