الثورة أون لاين – لميس عودة:
من بوابة الخيبة السياسية وانعدام الآفاق الميدانية الإرهابية للنظام التركي يجري تصعيد المشهد العدواني في الشمال مجدداً بإيعاز للأدوات الإرهابية في إدلب وأريافها باستهداف المدنيين في قرى جبلة استباقاً للقاء وشيك يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رجب أردوغان والغايات جلية وواضحة مفادها الإيهام بأن المرتزقة الإرهابيين الذين ترعاهم أنقرة وتمد لهم جسور التمويل وشرايين بقائهم الإرهابي مازال لديهم فعالية إرهابية يراهن على أوراقها المحروقة نظام تركي موغل بالانتهازية واللعب على حبال الاحتيال.
يتوهم أردوغان أن التصعيد العدواني الحالي سيمنحه مساحة للمناورة، وتسول فرص أخرى كونه الضامن للتنظيمات الإرهابية وفق اتفاقات “خفض التصعيد” التي لم يلتزم ببنودها وخرقها مراراً، واتخذها وسيلة للتعديات وممارسة طقوس البلطجة واللصوصية متغافلاً عن إدراك أن صفحة إرهاب الشمال سيتم طيها وخزان إرهابييه في إدلب سيجري تجفيفه، وأن الهزيمة والفشل هما النتيجة المحتومة لكل مقامراته العبثية، وأن الجغرافية السورية كاملة واحدة موحدة لن يبقى عليها محتل أو غاز، تلك ثوابت الاستراتيجية السورية التي لم ولن تتغير مهماً اشتد العصف الإرهابي وزادت حدة المؤامرات.
فموسكو التي تعي جيداً الغايات العدوانية التوسعية التركية وبواطن الانتهازية لدى أردوغان التي يجهد لاستثمارها سياسياً وميدانياً بحكم موقعه طرفاً مشغلاً للإرهابيين وليس ضامناً لهم كما يحاول المواربة والتسويق الإعلامي الدعائي، استبقت اللقاء المفترض وأرسلت رسائلها الحازمة أن لا بقاء للإرهاب على الأرض السورية وأن تجفيف منابعه هو الطريق الأمثل للحلول السياسية المستدامة، وسد الطرق على المتاجرين بتبعات الإرهاب والمصطادين في عكر فوضاه، هو النهج الأكثر فعالية وديمومة ميدانية وسياسية.
ليست ضبابية هذه المرحلة من معاركنا مع الإرهاب ومشغليه، أو مفتوحة الاحتمالات لجهة نتائجها وما ستفضي إليه، وإن اكتنفها الكثير من الاستماتة العبثية المحمومة من قبل النظام التركي الإرهابي للتعطيل وعرقلة إغلاق بوابة الإرهاب الشمالية، حيث يتصدر التصعيد وتسعير جبهة الشمال قائمة المناورات، خاصة أن عقليته التخريبية لن تتقبل رؤية بساط إرهابه ينسحب بقوة من تحت أقدامه وتضيق مساحة مناوراته من الناحيتين الميدانية والاحتيالية السياسية، إلا أنه عاجلاً أم آجلا سيدرك مرغماً أن أوراقه الإرهابية ستحترق بين يديه، وأن خواتيم الإرهاب سيكتبها السوريون بتصميم وإصرار على تطهير ترابهم الوطني وصون وحدة جغرافية بلادهم ولو كره الغزاة والمحتلون.