الثورة اون ﻻين – آناعزيز الخضر:
جائزة الجمهور في مهرجان أوكو السينمائي الدولي في اوكرانيا،
حصل عليها الفيلم السوري الوثائقي (فوق الأرض) إخراج سومر عفيف آغا ، هذه الجائزة منحت من قبل الجمهور بالتصويت للفيلم الوثائقي من بين ٦٠ فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية من قبل ٤٢ دولة …حيث تجولت رحلة الفيلم بمشاهدها التسجيلية والتوثيقة لحقائق مختلفة نقلها الفيلم( فوق الأرض)، والذي يتناول في أحداثه الحضارة السورية بعمقها التاريخي ومعالمها .. وكونها مهد الديانات ورمز التعايش.. كما مرت المشاهد على الحالة المأساوية والدمار الذي خلفه الإرهاب في سورية في نفس الوقت الذي صورت إنجازات الجيش العربي السوري في تحرير الأرض من الإرهاب ، وكذلك تصميم السوريين لإعادة إعمار الوطن وعودة السلام والأمان..
تتالت المشاهد الوثائقية، كي تنقل خصائص الإنسان السوري كيف يتابع عمله وتعليمه وتضحياته، كما سلط الفيلم الضوء على المناطق الاثرية والدينية و المدنية فور تحريرها.
و عن الفيلم و نيل الجائزة في المهرجان وآليات العمل عليه تحدث المخرج سومر آغا قائﻻ :
لم يكن العمل على الفيلم سهلاً أبداً، مهنياً لكوني مخرجه ومدير إنتاجه و إنسانياً لكونه من التجارب الصعبة، والتي تركت بداخلي أثرا كبيرا جداً ،و غيرت من نظرتي للواقع والحياة ، الفيلم ينقل الألم و المعاناة بعد سنوات من الحرب و ما حلّ بوطني من دمار ، إذ حرصت على تقديم لغة سينمائية مختلفة عن الأفلام التوثيقية المواكبة للحرب في سورية ،و التي صورت خلال سنوات متجهاً لصورة الواقع وحوار المكان المليء بالكلمات عن تفاصيل الأحداث، التي جرت به… و تحليل شخصي لمشاعر داخلية ،تمس أي سوري، لتصل إلى الجمهور الغربي عبر طرح قريب من ثقافته وفكره ، كون التركيز في بداية الفيلم على التاريخ البعيد و عبر أحداث الفيلم، نصل للتاريخ الحالي، و الرابط بين صمود تاريخي عمره آلاف السنين، هو جواب للتساؤلات عن الصمود السوري اليوم، ، و هذا الأسلوب في صناعة الفيلم، جاء بعد أبحاث عديدة في فن الخطاب السينمائي و بالتوجه إلى الجمهور العالمي باختلاف أفكاره و ثقافاته ووجهة نظره و خاصة في الأفلام الوثائقية، التي تتناول أحداثا ناتجة عن صراعات، تدعمها حملات إعلامية لمختلف التوجهات والأهداف ..
محور هذا الخطاب كان بالتركيز على المعالم السورية التي تقع في سورية لكنها تاريخ ينتمي له كل العالم و ما حصل به من تدمير على يد الإرهاب هو دمار شخصي ووجودي يمس كل إنسان .
اما عن المشاركة في هذا المهرجان تابع المخرج قائﻻ: حرصت أن تكون مشاركة الفيلم ضمن مهرجان دولي مهم،يدخل في برنامجه العديد من الدول المشاركة و المهمة في مجال صناعة السينما..
واستطاع الفيلم الوثائقي فوق الأرض انتزاع عواطف الجمهور واهتمامهم وهذا ماكان واضحاً بأسئلتهم بعد عرض الفيلم ،و تصويتهم الذي جاء بالجائزة ، إن هذه الجائزة بالفعل مهمة، لأن الهدف الأعلى للفيلم هو مخاطبة الجمهور الغربي، و المجتمع العالمي، و لذلك عند تسلمي الجائزة على المسرح، قلت بأنها تحية للسوريين ،فهو أعمق تقدير من الممكن الحصول عليه، بعد تعب دام لعدة سنوات لصناعة هذا الفيلم.