بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
نشروا الفوضى الهدامة في طول العالم وعرضه ثم حاضروا علينا بغيرتهم على الأمن والأمان.. فتكوا بالبشرية عبر إطلاق أوبئة مختبراتهم إلى سماء العالم، ثم حاضروا علينا بحرصهم على صحة البشرية.. انتهكوا حقوق البشر وحريتهم، ثم تاجروا بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
تمددت شركاتهم الاحتكارية الجشعة إلى غرب المعمورة وشرقها ونهبوا كل شيء، وعبرت سفنهم المحيطات تحت عناوين “الشركات متعددة الجنسيات” و”متعدية الجنسيات” ليطمسوا هويتها وكي تظهر بلا هوية غربية أو صهيونية أميركية، ثم حاضروا علينا بالعدالة في توزيع الثروات وحماية نفطنا وقمحنا من الإرهابيين والمتطرفين واللصوص السارقين.
ألقوا القنابل الذرية فوق هيروشيما وناغازاكي، ثم حاضروا بالناس أن الإرهاب قادم من بين ظهرانيكم.. اخترعوا القنابل البيولوجية والكيميائية وكل أسلحة الدمار الشامل وكدسوا المئات من عبواتها وقنابلها وصواريخها الذكية والغبية في الكيان الإسرائيلي، والآلاف منها في صحرائهم وأقبيتهم، ثم استنفروا أدواتهم للحديث عن الخطر القادم إلى العالم بسبب امتلاك بعض عواصمنا لأسلحة مزعومة تشابهها.
دمروا العراق وفيتنام وسورية وليبيا والصومال ولبنان واليمن وفلسطين وأفغانستان والسودان وعشرات الدول، وحاصروا السوريين والكوبيين والعراقيين والكوريين وغيرهم من الشعوب، وعمموا المجاعات والتلوث الإشعاعي هنا وهناك، ثم تنادوا لعقد المؤتمرات حول سلامة بيئة البلدان وإعادة إعمارها وازدهارها واستقرارها.
دمروا مناخ الأرض بدخانهم الأسود الذي نفثته مصانعهم العملاقة وملأ السماء بانبعاثاتها الكربونية الهائلة، وأحرقوا غابات كندا وإفريقيا والأمازون، ثم صرخوا من هي الشعوب البائسة التي تحرق الأرض وتسيء لمناخها؟.. ثم تنادوا أن هلموا لإعادة الهواء نقياً إلى عالمنا!.
عمموا التطرف والإرهاب، وقامت أذرعهم كالموساد والسي آي إيه بنشر الجريمة المنظمة العابرة للقارات وتأسيس التنظيمات القاتلة المتطرفة، ثم سارعوا للتباكي على فقدان الأمن والأمان وضرورة مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيماته المنفلتة من كل عقال.
نشروا كل الموبقات والخراب في طول العالم وعرضه، لكن المفارقة الصارخة، التي تثير السخرية، أنهم مازالوا يروجون أنهم بلاد التحضر والتقدم والحريات وحقوق الإنسان، وبلاد الديمقراطية الفريدة، وبلاد العدالة واحترام الرأي والرأي الآخر.