الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
واجه كبار المسؤولين العسكريين في إدارة بايدن لجنة تحقيق أخرى في الكونغرس يوم الأربعاء الماضي، وذلك للإجابة على أسئلة المشرعين حول النهاية الفوضوية للحرب الأميركية على أفغانستان، والنهاية المأساوية لتلك الحرب التي مكنت “طالبان” من الوصول إلى حكم أفغانستان وسط انهيار دراماتيكي للقوات الأفغانية تحت مرآى ومسمع القوات الأميركية الموجودة هناك.
وبعد يوم من جلسة استماع ساخنة في مجلس الشيوخ أقر القادة العسكريون ومنهم الجنرال مارك ميلي بأن نصيحتهم للرئيس بايدن بعدم سحب كل شيء من أفغانستان ذهبت أدراج الرياح، ولم يستمع إليهم الرئيس، وقرر سحب القوات الأميركية بشكل سريع وفوضوي، دون الالتفاف إلى ما سيترتب عليه هذا الانسحاب الكارثي.
فقد مثل الجنرال مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مع وزير الدفاع لويد جيه أوستن، والجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية للجيش، وتلقوا أسئلة حول المناقشات التي أجروها مع الرئيس جو بايدن قبل الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية الشهر الماضي، والذي قتل فيه 13 جندياً من أفراد الخدمة الأمريكية في تفجير انتحاري، وقتل 10 مدنيين أفغان في غارة أمريكية بطائرة مسيرة.
في الواقع، كان التنافس الحزبي واضحاً في الملاحظات الافتتاحية لكبار المشرعين، وقال النائب آدم سميث، الديمقراطي عن واشنطن ورئيس اللجنة: إن “الرئيس بايدن أجرى النداء الصحيح” لسحب القوات من أفغانستان، مشيراً أيضاً إلى أن الإجلاء “تم التعجيل به”.
وانتقد النائب مايك د. روجرز من ولاية ألاباما، وهو أعلى عضو جمهوري في اللجنة، بشدة طريقة تعامل الإدارة مع الانسحاب النهائي بعد هذه الكارثة، وقال: “لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يثق في أي شيء يقوله الرئيس جو بايدن عن أفغانستان”.
وخلال جلسة استماع قاسية في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء الماضي أيضاً، قال الجنرال ميلي إن القادة العسكريين قدموا نصائحهم إلى السيد بايدن قبل قرار الرئيس في أيار الماضي بالانسحاب، وقال الجنرال إن هذه الآراء لم تتغير منذ تشرين الثاني العام الماضي، عندما أوصى الرئيس ترامب بإبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان.
لكن الجنرال أضاف: “صناع القرار غير مطالبين بأي شكل أو شكل، باتباع هذه النصيحة”، ودافع الجنرال ميلي أيضاً عن أفعاله في الأشهر الأخيرة المضطربة لإدارة ترامب.
وقال الجنرال ميلي إنه تلقى تعليمات من بايدن مباشرة” وأضاف أن كبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين، بمن فيهم، وزير الخارجية، كانوا على علم بذلك.
وضغط أعضاء مجلس الشيوخ على الرجال الثلاثة حول سبب فشل البنتاغون في التنبؤ بالانهيار السريع للحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، ولماذا لم تبدأ الولايات المتحدة في إجلاء الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان، وبالتالي إنقاذ أرواح الكثيرين من الرعايا والجنود الأميركيين الذين لما يأبه لأمرهم وحياتهم الرئيس بايدن ولم يعرهم أي اهتمام، وأصر أعضاء مجلس الشيوخ على طرح سؤال مهم جداً على القادة العسكريين وهو: ما الذي يفعله البنتاغون الآن لمساعدة الأمريكيين المتبقين والأفغان الذين أرادوا مغادرة البلاد.
واعترف أوستن، وهو جنرال متقاعد بالجيش من فئة الأربع نجوم خدم في أفغانستان، بأن انهيار الجيش الأفغاني في الأسابيع الأخيرة من الحرب – في كثير من الحالات دون إطلاق طالبان النار- فاجأ كبار القادة، وأضاف: “لقد فشلنا فعلاً في إدراك ذلك.
وتساءل الديمقراطيون، مثل السيناتور إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس، عما إذا كان ترك القوات الأميركية في أفغانستان لمدة عام آخر سيحدث فرقاً.. قال أوستن: لا.
بقلم: اريك شميت