الثورة أون لاين:
شامة الدنيا وعطر الدهر وتكوينه هي اليوم وكل يوم قيثارة الشعر والإبداع من إبداع شفيق الكمالي الشاعر السوري العراقي نقدم اليوم ما قاله في دمشق
يا شام .. منك ابتدأنا
قبلت مروان في عينيك و الحَكَما وصُغْتُ فيك تباريح الهوى نغما
نديةٌ من شواطئ دجلةٍ لُجمي مستشرفاتٍ سهول الشام والأكما
… خيلُ المثنى جموحٌ في مفارقها من عرس ذي قار حتى اليوم ما شَكِما
تسابق الريحَ لو تسطيعُ منفلتاً من القوادم طارت نحوها قُدُما
يا شامُ ليس الذي يأتيك مؤتزراً بالحب مثل الذي يأتيك مغتنما
شتان بين خضمٍ هادرٍ لًجِبِ يُعطي وبين غديرٍ يرتجي دِيَما
وبين طالب قُربٍ واهبٍ دمه مهْراً وبين الذي أزجى الكلام , و ما
يا شامُ طال النوى حتى تهيّمني كونٌ من الشوق ضارٍ في الحشا احتدما
حملتُ غيمَ حنينٍ مسكرٍ بدمي حتى إذا مرّ فوق الغوطتين هَمَى
لا يعرفُ الشوقَ إلاّ من يكابدُهُ ولا الصبابةَ إلاّ من بها اضطرما
يا ضِفتَي بردى كم حالَ بينكما لونُ المياه وما أنكرتُ صفوكُما
يا ضفتي بردى بيني وبينكما خيطٌ إذا انْبَتّ أدمى خافقي ألما
أخشى عليه كما أخشى على ولَدي والصدقُ في العشق حالٌ تورثُ السَقَما
يا ضفتي بردى تجري بأوردتي أمواجُهُ كلما فاضت نرفتُ دما
ألزمت نفسي عشق الشام لا كدرٌ يصدُّني .. لا .. ولا عايشتُه بَرِما
يا ضفتي بردى لست المساوم في حبّي , وكم أورثتني جرأتي تُهَما
عايشتُ ظلّكما عُمْراَ ففَيّأني وألهبتْ كلُّ شمس هامتي ضرَما
حاليْن.. حالٌ رضىً أصفو وتُدركني** حالُ تحيلُ هدوء الرُّوح مضطرما
تاللهِ ما رَفَّ في صدري رفيفُ هوى إلاّ وكان جناحاهُ صدىً لكُما
لئن تحملتٌ في النعمى أريجَ هوى لقد تحملتُ في البؤسى أريجَ دمَا
– -المجدُ يا جلقَ الأمجادِ ما فُطِما ما دام صدرُك ثراً يُرضِعُ الشمما
والكبرياءُ بغير الشام ما غُرسَت** والشِّعر إلاّ لوجه الله ما نُظِما
أستغفر الله في بغداد دوحتًه يا توأمينِ شموخَ العِزةِ اقتسما
يا جلّق المجدِ لو وفّى الكلامُ هوى إذن جعلتُ وريدي خافقي كَلِما
للحاملِ الهَمِّ لا تٌثنيه نازِلةٌ من النوازل عن حقٍّ لنا هُضما
يا زهوَ كلّ شُموسِ العربِ ما سطعت وغَيظَ كلّ إباءِ العُرب ما كُظِما
عجيبةٌ أنتِ بدْء الدهرِ مولدِها ** ولم تزل غضٌّ والدهرُ قد هرِما
—————–