الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
ألقت المشاركة السياسية لوفد الجمهورية العربية السورية، في افتتاح أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الضوء على أهمية الموقف والتحرك السياسي السوري في المنطقة والعالم، وثباته وتمسكه بالدفاع عن حقوق الوطن والأمة.
وتميزت الدورة هذا العام بأنها رفيعة المستوى على صعيد مشاركة الوفود وكانت استثنائية، بعد الظروف غير المسبوقة التي مر بها العالم خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا وآثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وخلال المشاركة السورية لوحظ حصول تغير في الأجواء السياسية الدولية تجاه الشأن السوري بشكل عام وتراجع الاستهداف العدائي لسورية في الخطاب الرسمي لمعظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وبدا الترحيب الدولي والعربي بالموقف السياسي السوري خلال اللقاءات التي عقدها الوفد السوري برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد مع وزراء الخارجية سواء العرب أو الأجانب نيويورك واضحاً وجلياً، حيث عكست الأنشطة السياسية السورية خلال أعمال الجمعية العامة، ما حققه الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء على الأرض في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.
وشكلت اللقاءات الثنائية غير المسبوقة التي عقدها الوفد مع العديد من وزراء خارجية الدول الغربية والعربية وعدد من المسؤولين في الأمم المتحدة بالتوازي مع الحضور الفاعل لسورية خلال الاجتماعات العامة مؤشراً مهماً على التوجهات على الساحة الدولية، والتي باتت تدرك أن سورية بهويتها الوطنية والحضارية وبما حققته في حربها ضد الإرهاب أوضحت أنها رغم انفتاحها على عودة العلاقات الطبيعية إلا أنها لن تخضع للضغوط، ولن تقبل بأي شروط سياسية.
ورغم تغير الأجواء السياسية الدولية تجاه الشأن السوري بشكل عام لا تزال بعض الدول المعروفة بنهجها العدواني تمارس الإرهاب الاقتصادي وفرض الإجراءات أحادية الجانب ضد سورية.
وقد جدد الوفد السوري في نيويورك ترحيب سورية بأي مبادرة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية الشقيقة، وهي تتطلع إلى أن يكون التعامل بين الدول العربية وفق مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
كما جدد الوفد تأكيده على موقف سورية التي كانت ولا تزال منفتحة على أي مبادرات أو جهود سياسية صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة على الرغم من العوائق التي تضعها دول ليس لها مصلحة في استمرار هذه الجهود بالاتجاه الذي يحقق الاستقرار في سورية.
لقد أكدت المشاركة السورية الفاعلة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مثل هذه المحافل الدولية أن سورية دولة ذات سيادة، وأن ما مر بشعبها خلال الأعوام العشرة الماضية لم يضعفها رغم صعوبتها، وإنما أكد على قدرتها على مواجهة التهديدات المتمثلة بالإرهاب والضغوط الاقتصادية والحصار، ونجاحها في الدفاع عن مبادئها وثوابتها الوطنية.
فتغير المواقف الدولية إزاء سورية فرضه فشل المشروع الأمريكي الغربي، حيث استطاعت سورية من خلال الديناميكية السياسية للسيد الرئيس بشار الأسد والمشاركة السياسية للوفود السورية في المحافل الدولية أن تكسر العزلة التي حاول أعداء سورية فرضها.
وفي ظل ما تحقق ستواصل سورية استثمار هذه الأجواء الإيجابية التي طرأت مؤخراً لصالح تأكيد مواقفها الثابتة وتوظيفها في خدمة معركتها ضد الإرهاب، ولن تثنيها ممارسات بعض الدول مثل أمريكا وتركيا ودول أوروبية غربية عن المضي قدماً في تطهير كافة الأراضي السورية من الإرهاب، وبسط سلطة الدولة، وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع البلاد، وهذا واجب وطني ودستوري وحق غير قابل للنقاش أو المساومة، ولن يثنيها عنه أي اعتداءات أو ضغوط خارجية أو أكاذيب وادعاءات جرى ويجري الترويج لها