بعد تطبيق الزراعة العضوية في مناطق بدرعا.. هل تنتشر التجربة كبديل عن المبيدات والأسمدة الكيماوية

الثورة أون لاين – تحقيق جهاد الزعبي:
بدأت مديرية زراعة درعا بالتعاون مع الفلاحين بنشر الزراعات العضوية وتوسيعها من أجل إنتاج محاصيل خالية من الأثر المتبقي للأسمدة والمبيدات وذلك باستخدام السماد العضوي والمكافحة المتكاملة للحشرات والأمراض التي تصيب المحاصيل.
* هل تنتشر التجربة ؟..
وخلال لقاء بعض المزارعين في بلدات “نامر” و”جاسم” ، أكدوا أنهم سعداء لتطبيق هذه الطريقة التي تعطي إنتاجية بجودة عالية من الزيتون وهو مرغوب ومطلوب من الجميع وبأسعار مربحة.

3.jpg

ونوهوا بأن الشيء الجميل بهذه الزراعة هو الابتعاد عن الأسمدة والمبيدات الكيمائية التي لها أضرار على صحة المستهلكين وحتى على الأشجار نفسها، مؤكدين على أهمية توسيع هذه التجارب لتشمل الكثير من المحاصيل وخاصة الخضار والفواكه والنباتات الطبية والعطرية، وذلك من أجل الحفاظ على الصحة العامة وخاصة ونحن بزمن انتشار أمراض السرطان وغيره.
* دعم وتشجيع..
تحث مديرية زراعة درعا الفلاحين على هذا النوع من الزراعات،
حيث قال معاون مدير الزراعة المهندس “بسام الحشيش” أن المديرية اتخذت مجموعة من الإجراءات لتشجيعهم على الزراعات العضوية بعيداً عن الأسمدة والمبيدات، من أجل الحصول على منتج سليم خالٍ من الآفات ولا يحتوي على أي أثر متبقٍّ للمواد الكيمائية الضارة بالصحة العامة.
ولفت إلى أن تطبيق الزراعات العضوية بدأ بأشجار الزيتون من خلال افتتاح مدارس حقلية ببعض المدن والبلدات، وسيشمل في مراحل لاحقة محاصيل أخرى، كما يمكن مستقبلاً منح مزارعي الزيتون العضوي شهادة ترخيص للمنتج بعد وسمه بوسم خاص يحمل الشعار العضوي السوري مع شهادة منشأة لتكون بمنزلة جواز سفر تمكنه من عبور جميع الأسواق الخارجية.
* مدارس عضوية..
وأشارت المهندسة “زينب الزامل” رئيس دائرة الإنتاج العضوي بزراعة درعا، إلى أنه جرى افتتاح مدرسة مزارعين حقلية في بلدة “نامر” لإنتاج الزيتون العضوي وهي المدرسة الثانية على مستوى المحافظة، حيث كانت افتتحت مدرسة مماثلة في مدينة “جاسم” منذ نحو العامين، وذلك بهدف نشر ثقافة الزراعة العضوية وتطبيق معاييرها العلمية باستخدام بدائل المبيدات والأسمدة الكيماوية بالتوازي مع الإدارة المتكاملة للآفات.
* لماذا الزيتون؟..
وحول اعتماد الزيتون للانطلاق في هذه التجربة أوضحت “الزامل” أن اعتماد محصول الزيتون في هذا المجال جاء لأنه من الزراعات الرئيسة في درعا، وتطبيق المعايير العضوية عليه يعطيه قيمة مضافة ويزيد من ريعيته الاقتصادية ويؤمّن له أسواقاً خارجية، وخاصة وأنه مطلوب لدول الخليج والدول الأجنبية بسبب جودته.
* خالية من المبيدات..

وعن اعتماد المكافحة المتكاملة والسماد العضوي لهذا النوع من الزراعة قالت الزامل أنه جرى في المدرسة الحقلية في بلدة “نامر” استعمال المصائد الغذائية والفرمونية التي تعمل على تخفيف أعداد الحشرات التي تصيب الزيتون «العثة – ذبابة ثمار الزيتون» مع تبديل هذه المصائد بشكل دوري، وأخذ القراءات اللازمة لها، وهذا الأمر ساهم في الاستغناء عن مواد الرش والمبيدات التي تستعمل في هذه الفترة من السنة ما خفف العبء المادي على الفلاح من جهة وحقق قيمة مضافة بإنتاج نوعية خالية من بقايا المبيدات، كما تم طلاء ساق أشجار الزيتون بمحلول «بوردو» الكلسي مع تدريب الفلاحين على طريقة تحضيره واستعماله بشكل عملي، وهو ما ساهم بتخفيف حرارة الشمس على ساق الأشجار وتعقيمها من كل الأمراض الحشرية والفطرية التي قد تصيبها.

* سماد عضوي..
وفي جانب توفير السماد للأشجار لفتت “الزامل” إلى أنه سيتم العمل على تحضير السماد العضوي (الكومبوست)، وذلك من خلال استعمال بقايا الحقل من أعشاب وأغصان ناتجة عن التقليم، حيث يتم فرمها وتخميرها ضمن الحقل، ومن ثم إعادة استعمالها كسماد عالي الجودة، علماً أنه تم توفير فرامة الأغصان من قبل مديرية الزراعة لهذه الغاية، ويأتي استخدامها مع المصائد في حقول الفلاحين بشكل مجاني من دون تحميلهم أي تكاليف، إضافةً لتقديم الدعم الفني المطلوب من قبل مديرية الزراعة ودائرة الإنتاج العضوي.
* مدارس حقلية..
وبينت “الزامل” أن مديرية زراعة درعا نظمت تجربة الزراعات العضوية من خلال افتتاح المدارس الحقلية وتقديم الدعم الفني والعلمي، بالإضافة لتقديم بعض التجهيزات والمواد المطلوبة لهذا النوع من الزراعة.
* فوائد صحية ومادية..
وكشف رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بدرعا المهندس “محمد فيصل الشحادات” أن دور الإرشاد الزراعي يتمحور حول مواكبة هذه التجارب ونشرها، وحث الفلاحين على استخدام الزراعة العضوية وتوسيع مجالها لما لها من فوائد صحية ومادية كبيرة للمواطنين والفلاحين معاً، مشيراً إلى أن تجربة الزراعة العضوية بدرعا كانت ناجحة بكل المقاييس.
وختاماً:نقول أن جهود زراعة درعا كانت واضحة في مجال تجارب الزراعة العضوية، ولكن لابد من دعم هذه الجهود من الجهات المعنية، وتوسيع التجارب لتصبح منتشرة بشكل كبير، وتطبيقها على محاصيل الخضار والفواكه، وبالتالي الحصول على منتجات نظيفة وصحية وتوفير بالسماد والمبيدات التي أصبحت أسعارها بالعلالي

4.jpg

 

آخر الأخبار
في سباق مع الزمن و وسط تحديات الرياح والتضاريس.. جهود لإخماد الحرائق   سوريا تقترب من رقمنة الشحن الطرقي    "موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية" حاضرة في الاستجابة لمتضرري الحرائق   "الثورة" من قلب الميدان تتابع عمل فرق الدفاع المدني  الحرائق تتواصل في مواقع عديدة     استجابة لحرائق اللاذقية.. منظمة "IASO" تطلق حملة "نَفَس حقكم  بالحياة" السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة