الثورة أون لاين- حسين صقر:
لكون حرب تشرين التحريرية شكلت عنواناً لانتصار الإرادة العربية، وبداية لتحرير الأراضي العربية المحتلة، ترتبط ذكراها في كل عام مع ذكريات وأحداث لن تمحى من الذاكرة.
تلك الأحداث يرويها كل من وعى يوميات حرب العزة والفخار، يرويها وفي روحه ودمه الحماس لخوض حروب تحريرية أخرى نستعيد عبرها كل جزء محتل من أراضينا المحتلة والمغتصبة.
للحديث عن تشرين التحرير شجونه وأهميته ورونقه، تُروى من خلاله قصص البطولات والتضحية التي خاض تفاصيلها جنودنا البواسل، ودعمهم بها أهلنا على كامل التراب السوري، حيث لم يقتصر القتال على مناطق الجبهة وخط النار، بل كان شرف المشاركة متاحاً لكل مقدام أصرَّ الدفاع عن الهوية والكرامة ، ولهذا عاش السوريون حكايا تؤكد التكافل الاجتماعي والتعاضد الإنساني.
“الثورة” التقت مجموعة من الفعاليات التي عاشت أيام الحرب بدقائقها، وآخرين سمعوا من آبائهم عن بعض ماحصل.
ويقول الشيخ المربي مهدي نصر الدين: نستذكر هذه الأيام نتائج حرب تشرين التحريرية التي كان أهمها تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وامتلاك زمام المبادرة، والتأكيد على أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر أو تهزم مهما بلغت تضحياتهم الجسام، ويتابع كنت في تلك الأيام مدرِّساً لمادة الرياضيات، وعندما اشتعلت الحرب لم يستطع الطلاب الذهاب إلى المدرسة لعشرات الأيام، ولهذا قررت أن أستقبل هؤلاء في منزلي الذي كنت قد جهزت به ملجأً، متحدياً أنا وأولئك الطلبة ظروف الحرب القاسية والقصف، واليوم من هؤلاء المهندس والطبيب والمحامي والمدرس وغيرهم، وكنا فرحين جميعاً بنتائج الحرب لأنها كما ذكرت غيرت كثيراً من قواعد الصراع العربي الصهيوني.
بدورها روت السيدة حلوة كبول قائلة: لقد اجتمع النساء والشيوخ والأطفال في مكان واحد بالقرية يدعى المجلس، بينما نظم الشباب أنفسهم لمساعدة القوات الباسلة وتقديم المؤن والماء ونقل الذخيرة وما استطاعوا تقديمه في تلك الآونة، في الوقت الذي كان المقيمون في المجلس يقدمون العون والمساعدة لبعضهم البعض، ولاسيما من قدم إلى ذلك المكان ولم يستطع جلب حاجاته من غذاء وماء ودواء، حيث كانت جميع الأسر عبارة عن عائلة واحدة، همها وآلامها واحدة، وكذلك أفراحها.
واستذكر الشاب وليد صقر حادثة عندما تعرض منزلهم للقصف، وكيف استقبلتهم إحدى العائلات القريبة منهم ريثما تمت صيانة منزلهم وترميمه، وأضاف لم يكن صاحب المنزل يميزنا عن أبنائه، ويعاملنا جميعاً وكأننا من عائلته، فقد كان أولاده ستة وكنا نحن أربعة، وكان يردد دائماً بأنه أصبح لدي عشرة أبناء، ويروي لنا الحكايات ويخفف عنا وطأة الخوف والرعب الذي كنا نعيشه بسبب سماع صوت هدير الطائرات وأزيز الرصاص المنبعث من كل حدب وصوب.
من جهته روى الشيخ محمد ابراهيم صقر كيف أنقذ جندياً من المغرب العربي الشقيق، كان قد أصيب في أحد المواقع وأضلٌ الطريق، وكيف نسَّق مع الوحدة القريبة وأبلغهم بوجوده حتى تماثل للشفاء.
وقالت السيدة سمية معن: لن يكون يوم السادس من تشرين يوماً عادياً، فمن خلاله استعاد جيشنا البطل ثقته بنفسه، ولاسيما بعد نكسة حزيران، وروت كيف كان أهل قريتها والقرى المجاورة ينقلون المؤن والذخيرة لجنودنا البواسل على ظهورهم، داعمين بذلك السيارات العسكرية التي خُصصت لتلك المهمة، وكيف كانت النسوة يطبخن ويجهزن الطعام لهؤلاء معززين صمودهم.
الفعاليات وغيرهم أكدوا على مواصلة المعركة للقضاء على الإرهاب الدولي المنظم، وتنظيف الأراضي السورية من رجسه، لاستكمال مسيرة التحرير واستعادة جميع الأراضي المحتلة ومن بينها الجولان العربي السوري المحتل