الحمضيات ومعملها

بدأ موسم الحمضيات وبدأت معه معاناة وصعوبات المزارعين في تأمين عمّال لقطافه وتسويقه وارتفاع تكاليف نقله بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وشحنها، هذا غير تكاليف ومستلزمات الإنتاج الأخرى، من سماد وأدوية وحراثة، وتكاليف العناية بالأشجار من تقليم وتطعيم وسقاية لأن أشجار الحمضيات تحتاج للري بكميات كبيرة، ما يعني تكاليف إضافية على المزارع، بسبب الاعتماد على السوق السوداء في تأمين محروقات السقاية.

وبحسب مكتب زراعة الحمضيات في وزارة الزراعة، فقد انخفض إنتاج الموسم الحالي عن المتوسط العام للإنتاج خلال فترة 2016- 2021 بنسبة 27,3%، وعادة يتم طرح ثلث كمية الإنتاج عبر الأسواق المحلية، وثلثي الكميات المتبقية تصبح حكراً على المتحكمين بأسواق التصدير والتهريب، حيث يتم شراء هذه الكميات من المزارعين بأسعار زهيدة وهم يقبلون بتلك الأسعار حتى لا تكون خسائرهم كبيرة.

معمل العصائر كان الأمل الأخير المرتجى لاستمرار مزارعي الحمضيات بهذه الزراعة لأنه يفتح لهم قنوات تسويقية مستمرة، تجنبهم المزيد من الخسائر بالحد الأدنى. ولكن هذا الأمل تم دفنه من قبل وزارة الصناعة بأنه لا جدوى اقتصادية من إنشاء معمل للعصائر بحجة أن أغلب إنتاج الحمضيات في الساحل لا يصلح للعصر وإنما هو للمائدة فقط!، مع العلم أن مشروع معمل العصائر مطروح من تسعينيات القرن الماضي، وكان آخر طرح لهذا المشروع في عام 2015، وقد حُدّد مكان المشروع في محافظة اللاذقية وبمساحة أربعين دونماً، وبطاقة سنوية مقدارها خمسون ألف طن من العصائر والحمضيات، ومئتي طن مكثفات استوائية.

لقد أصبحت زراعة الحمضيات عملية إنتاجية خاسرة بامتياز لزارعها، فهي لم تعد تغطي له حتى تكاليف معيشته الأسرية، كل ذلك بدأ يدفع المزارعين لهجرة أشجارهم والامتناع عن قطافها، ولجأ البعض الأخر لقطعها واستبدالها بزراعة أقل ضرراً مادياً عليهم، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على زراعة الحمضيات في سورية بشكل نهائي، بدليل تراجع الإنتاج خلال السنوات الماضية ولذلك يجب تدارك الأمر قبل أن نخسر منتجاً زراعياً استراتيجياً آخر.

عين المجتمع- ياسر حمزه

 

 

 

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات