ترسم سورية اليوم بأقلام إنجازاتها الميدانية والسياسية آفاق المستقبل، وتحدد ملامح القادم من الأيام بصوابية رشيدة صاغت من خلالها أبجدية انتصاراتها المنجزة على اتساع خريطتها الوطنية وعززت رؤاها انطلاقاً من ثوابتها.
فالمشهد اليوم كاملاً بكل ألوانه السياسية والميدانية حددت الدولة السورية بحكمة ودراية كبيرة وباستشراف دقيق ونوعي أدق تفاصيله وإيقاعات خطواته المرحلية والمستقبلية، وذلك بما حققته من دحر للإرهاب وصون لوحدة الجغرافيا السورية وترابطها واستعادة لبسط سيادة الدولة على المدن والبلدات التي أُريد لها من قوى العدوان أن تكون منصة ومنطلقاً للأعمال الإرهابية وبؤراً مشتعلة بالإرهاب لتهديد أمان وسلام السوريين.
ليس المشهد الحالي الميداني والسياسي ضبابياً ولا يشوبه لبس فمن يوسع عدسة الرؤية ويدقق في الحيثيات سيشاهد المشهد جلياً وواضحاً أكثر من أي وقت مضى، فثمة مقدمات عملية كانت حتماً ستؤدي لهذه النتائج ، فما تمّ إنجازه على الأرض هو ما فرض وسيفرض الأبجدية السورية على طاولة التعاطي الإقليمي والدولي مع الملف السوري.
من الجنوب إلى الشمال فالشرق السوري وفي كل بقعة أرض سورية لم ولن تحيد الدولة السورية عن استراتيجيتها المعلنة منذ استهدفت بحرب إرهابية شرسة ان لا مساومات على الحقوق المتمثلة بتطهير التراب الوطني من رجس الإرهاب وصون وحدة الأراضي ونسف المشاريع الاستعمارية التفتيتية ووأد مخططات التقسيم والاقتطاع والتجزئة كواجبات وطنية دستورية، وحقوق تكفلها الشرعية الدولية وقوانينها.
فالاستراتيجية الصائبة للدولة السورية في خوض غمار معارك الميدان والسياسة والإنجاز النوعي فيها هي من رسم خطوط المرحلة الراهنة في ما نشهده من انعطافات سياسية، وما قد نراه من استدارات حادة أيضا في الطروحات والمواقف وخاصة الدولية منها بعد التسليم بعقم الرهانات وفشل المخططات، وأن كنا سنشهد مناورات عبثية لرتق ثقوب الخيبة ما قبل الإذعان والتسليم النهائي بتهاوي المشروعات من قبل دول محور العدوان.
إذاً هي مؤشرات جلية ناصعة على بدء الحصاد السوري الوفير وقطاف مواسم النصر التي بذرها السوريون لسنوات عشر من صمود وثبات وتشبث بالحقوق المشروعة وبملحمة أسطورية صاغ أبجدياتها تلاحم منقطع النظير لقيادة الدولة وجيشها الباسل وشعبها الأبي، فبقيت سورية بكل شموخها وبسالة جيشها، فما مرت مخططات أعدائها ولن تمر.
فالشمال على موعد لتحرير، والجزيرة ستحرق مخططات الطامعين والواهمين على حد سواء، ووحدها خطوات الجيش العربي السوري من ترسم ملامح المراحل القادمة في طي صفحات الإرهاب في الشمال والجزيرة وتصوغ أي سيناريوهات نهائية بما يتوافق مع الرؤى والمبادئ والثوابت الوطنية.
حدث وتعليق – لميس عودة