مراحل التاريخ وقفات على نتائج مهمة لأحداث بعضها كارثي، و كثير منها مازلنا ندفع ثمنه حتى الآن، لكنّ الاستشراف لذكرى حرب تشرين التحريرية عام ١٩٧٣ و بعد مرور ما يقارب نصف قرن و رغم أنّ أحداثاً عالمية كثيرة قد جرت إلا أنّ نتائج تلك الحرب و تفاصيل مجرياتها تتمتعّ بأهمية إلى يومنا هذا و صدقت نبوءة القائد الراحل حافظ الأسد بأن المشرق العربي كاملاً فريسة أميركا و إسرائيل و من يلّف لفيفها، تلك المرحلة البعض قد عايشها و لكن العديد من الأجيال الأصغر لا تعرفها و عندما تخبرهم أنّ حرب تشرين عزّزت فكرة الصمود و التحدّي الأكبر لقوى امبريالية عالمية كإسرائيل و أميركا، و عدوان هذه الأيام استمرار لعدوان الأمس لإزاحة المقاومة السورية خاصة و أن سورية قادرة في كلّ زمان و مكان أن توحّد إرادة الشعوب العربية بغضّ النظر عن الحكومات ما يثير قلق إسرائيل و بشكل مستمر …
تشرين جمعت المصري و الفلسطيني و المغربي والعراقي و السوري على أرض المعركة، وحقّقت انتصاراً كبيراً في كسر شوكة إسرائيل و جسدّت وحدة الأمة و وحدة المصير و قدسية الهدف …
الجيش العربي السوري في تشرين سطر أروع ملاحم البطولة في المعارك و أحفاد و أبناء ذلك الجيش حملوا الرسالة و صانوها و بقي ولاؤهم للوطن و قضيته و صون كرامة المواطن، والذود عن حياض الوطن و التسابق إلى الشهادة في سبيل بقائه منيعاً على الإرهاب و الغزاة و الطامعين …
كلام القائد الخالد حافظ الأسد في تشرين يصلح لكلّ الأيام … (( إننا اليوم نخوض معركة الشرف و العزة دفاعاً عن أرضنا الغالية، عن تاريخنا المجيد، عن تراث الآباء و الأجداد، نخوض المعركة بإيمان اللّه و بأنفسنا، و بعزيمة صلبة و تصميم قاطع على أن يكون النصر حليفنا…)).
رؤية- هناء الدويري