في تأكيد واضح، يضع الرئيس أحمد الشرع في حديثه الصحفي الأخير، فلسفة الموقف السوري الرسمي تجاه التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي تجسد في استهداف القصر الرئاسي في تموز الفائت.
ما يلفت الانتباه في هذا التصريح هو التوصيف الحاسم لذلك الاستهداف. فلم يعدّه الرئيس الشرع مجرد “رسالة” كما تُروّج في بعض الأوساط، بل رفع سقف التوصيف إلى مستوى “إعلان حرب”. هذا التصنيف يحمل دلالات قانونية وسياسية وعسكرية كبيرة، ويعكس تقديراً سورياً رسمياً لخطورة الحدث وتجاوزه كل خطوط الردع المألوفة.
غير أن الجوهر في هذا الخطاب لا يكمن في توصيف العدوان، بل في التأكيد على الخيار الاستراتيجي السوري، والذي لخّصه الرئيس الشرع بعبارة مفصلية: “سوريا لا ترغب في خوض الحروب”. هنا، تبرز حكمة الموقف السوري الذي يميز بين القدرة على الرد والحكمة في اختيار التوقيت والأدوات.
إنه تأكيد على أن عدم الرغبة في الحرب ليس انكفاءً أو ضعفاً، بل قرار سياسي سيادي تقدره دمشق في ظل معادلات إقليمية بالغة التعقيد. التصريح يمتد أيضاً ليشكل رسالة طمأنة، وإن كانت ضمنية، حيث أوضح أن سوريا “لم تستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق، ولا تريد أن تشكّل تهديداً لها أو لأي دولة أخرى”. هذا الجزء يستهدف بشكل واضح دائرة الرأي العام الدولي وصناع القرار، مقدماً صورة لسوريا كطرف لا يسعى للتصعيد، بل يدير ملفه الوطني والسيادي بعيداً عن سياسة الاستفزاز أو التهديد للجوار.