الثورة أون لاين – حسين صقر:
كل إنسان مهما بلغ من السوء يجب أن يكون في داخله جانب إيجابي ولهذا من الضروري تعزيز الجزء الجيد في كيان ذلك الشخص، حيث أكثر ما يواجه المدرسون صعوبة، هو التعامل مع الطالب المشاغب، لأنه يشكل خطراً على نفسه وزملائه وأساتذته.
وبالتالي فتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطالب المشاغب أمر في غاية الأهمية، ويجب ذكره في كل مرة، ولفت انتباه أقرانه له، حيث التركيز على ما يصدر عن ذلك الطالب من سلوكيات إيجابية ومدحها وبيان أنها أمور جيدة ومحببة للآخرين، يخفف لديه ما أمكن التصرفات السلبية، ومرة تلو الأخرى ينقلب شخصاً آخر، ويدفعه للاهتمام بتلك السلوكيات وتطويرها.
وقالت عبير شعيب: وهي مدرسة من خلال تجربتي في سلك التعليم أرى أن أسباباً كثيرة تقف وراء تصرفات التلميذ المشاغب، حيث لا توجد مشكلة دون سبب، أولها ميل هذا الشخص إلى الإمساك بزمام الأمور والقيادة، ما يدفعه إلى إثارة البلبلة والشغب من أجل هذا، كما أنه يبدي تمرداً وعدم رغبة بالانصياع للأوامر.
وأضافت هناك أيضاً الوضع النفسي والاجتماعي السيئ الذي يعيشه، في حال كان الطفل يعاني من انفصال والديه أو أنّه يعيش في بؤرة خلافات أسرية لا تنتهي سواء بين الأب والأم أم بين الإخوة، فإنّ ردة فعله ستكون في الغالب سلبية وسيصبح طفلاً مشاكساً وعنيداً.
وقال الموجه محمد الصمادي: إن الرّغبة في لفت الانتباه أحد الأسباب الشائعة بين الطلاب، ومنهم بطبيعته من يحب أن يرى نفسه محط الاهتمام، سواء بالنسبة للأهل أو الأخوة أو حتى من هم في المدرسة، وفي حال لم يجد هذا الاهتمام يلجأ إلى المشاكسة والشغب ليلفت لهم الانتباه ويحصل على اهتمامهم.
وأوضح أنه لهذا نقوم أحياناً بتسليم هذا الطالب المشاغب مواقع قيادية في المدرسة، لأن شعوره بأنّه مسؤول ومكلف بوظائف معيّنة يدفعه إلى الهدوء والرزانة أكثر، ويرى بأنه من الضروري أن يكافح الشغب ويرى تصرفاته بغيره، ويلاحظ بأنها ليست مقبولة بل ومرفوضة.
وفي هذا السياق قالت المرشدة الاجتماعية آديل نعمان: بعد ملاحظة سلوك الشغب عند طالب ما، لا بد من التحاور معه، والتعرف على المواهب والهوايات التي يمتلكها والتركيز عليها وتنميتها وتشجيعه على ممارستها، وإطرائه ومحاولة البحث عن القدرات والمواهب الرياضية والبدنية لديه، لأنها ستسهم في تفريغ طاقاته التي في الغالب لا يجد لها منفذاً إلا الشغب والمشاكسة في الفصل، بالإضافة للبحث في الأسباب الرئيسية والعوامل التي كانت سبباً في انتهاجه هذا المسلك السيئ من شغب ومشاكسة.
وأشارت إلى أنه لا بد من محاولة البحث عن طرق جادة من أجل حلها أو التخفيف منها على الأقل، وتجنب معاقبته بالضرب أو بالشتم، لأن ردّة الفعل السلبية تجاه سلوك التلميذ المشاغب يجعله يتمادى في سلوكه ويشعره بالحاجة إلى التمرد والرفض، واستبدال ذلك بتقديم النصح غير المباشر له من خلال سرد قصص ومواقف لطلاب آخرين، وطلب المشورة منه في هذه الحالات دون أن يعلم أنه المقصود بها، وسيجد نفسه يقترح حلولًا مناسبة لحالته ويستمع لما يقوله المدرس عن هذه الحالات ويصوِّب سلوكه بناءً عليها، بالإضافة لتجنّب أسلوب المدح الكاذب من أجل ترويض سلوكه، لأنه سيظنّ أنّ سلوكه السيئ هو ما جلب له هذا المديح.
وأضافت نعمان أنه من الضروري ترك أسلوب النصح وإلقاء الخطب عليه من أجل توجيهه لسلوك ما، والأفضل توجيه سلوكه بطريقة غير مباشرة من خلال طرح المشكلة أو الأمر المراد تعديله، وكأنّ المشكلة لطالب آخر، وبيان الاستياء منه، وطلب النصح والحلول منه.
والتالي فهو بدوره من غير أن يشعر سيُحجم عن الفعل السيئ الذي يفعله. وأشارت إلى أن على المدرس أن يعي تماماً أنه ليس بإمكانه أن ينفرد بالحل وحده، حيث الحلّ يجب أن يكون بالشراكة ما بين المدرسة والبيت، أي ما بين المدرسين والأهل كي يكون نافعاً ومجدياً قدر الإمكان.
وذكرت أنّ المدرس وحده لا يمكن أن يحلّ مشكلة كبيرة كهذه، لأن تصرّفات الأهل وسلوكهم مع الطالب في المنزل قد تُحدث مفعولًا عكسياً وتهدم كل ما وصل إليه المدرس.