الثورة أون لاين:
زار أمس يوم الأربعاء 13/10/2021 وفد من اتحاد الكتاب العرب برئاسة الدكتور محمد الحوراني رئيس الاتحاد, ضم إلى جانبه الأستاذ توفيق أحمد نائب رئيس الاتحاد والأستاذ الأرقم الزعبي والدكتور جهاد بكفلوني والأستاذ رياض طبرة أعضاء المكتب التنفيذي والأستاذ عياد عيد المترجم عن اللغة الروسية وعضو الاتحاد سفارة الاتحاد الروسي في دمشق, وكان في استقبالهم السيد ألكسندر يفيموف سفير الاتحاد الروسي في الجمهورية العربية السورية والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين, والسيد تيموفيه بوكوف المسؤول عن الشؤون الثقافية في السفارة.
استهل الدكتور محمد الحوراني اللقاء بتقديم الشكر إلى الاتحاد الروسي الصديق على دعمه السياسي والعسكري لبلادنا, ما مكنها من الانتصار على الإرهاب, وتمنى أن يتطور هذا التعاون ليطال المجال الثقافي, كذلك شدد على أن تماسك الدولة السورية بمؤسساتها ومن ضمنها الجيش العربي السوري كان حجر الزاوية والركيزة الأساسية في جعل مساعدات الأصدقاء ممكنة وذات جدوى, فلو انهارت تلك المؤسسات لما كان في الإمكان حتى الحديث عن تلك المساعدة, وتمنى على السيد السفير المساعدة في تطوير العلاقات الثقافية والأدبية مع الكتاب والأدباء الروس.
رحب السفير الروسي بالكلمات الطيبة التي قيلت بحق روسيا ودورها في تصدي الجمهورية العربية السورية للإرهاب وداعميه, وأكد على لزوم تطوير العلاقات الثقافية الثنائية, ودعا الكتاب السوريين إلى زيارة روسيا وشرح حقيقة ما يجري في سورية, فالدعاية الغربية نشطة في روسيا وتهدف إلى تشويه الحقائق عبر تشبيه ما يجري في سورية اليوم, مثلًا, بالتدخل السوفييتي في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي, على الرغم من اختلاف الظروف والزمان, وسخف المقارنة كليا بين الحالين, فأفغانستان شيء وسورية شيء آخر تماماً, وأكد السيد السفير على أن روسيا لا تزال مستمرة في دعم سورية بمختلف الأشكال حتى المالية والاقتصادية, لكن ليس في الإمكان دائماً الإعلان عن هذه المساعدات, فمن غير اللائق أولًا المجاهرة بمساعدة الصديق, وثانياً فإن روسيا اليوم ليست كالاتحاد السوفييتي السابق, ومؤسساتها الاقتصادية في معظمها تتبع للقطاع الخاص, كشركات النقل على سبيل المثال, لكن القول بأن روسيا مكتوفة الأيدي غير صحيح, فهي مثلًا من يؤمن وصول النفط الإيراني إلى سورية, ولها إسهامات أخرى مؤثرة.
تناوب أعضاء الوفد على الكلام, وترددت في عباراتهم كلمات التقدير للموقف الروسي والأمل في التقدم إلى الأمام في العلاقات الثنائية وتلافي بعض المشكلات, لاسيما في وسائل الإعلام التي تنقل ما يجري في سورية, كذلك تمت دعوة السيد السفير للمشاركة في لقاءات ينظمها الاتحاد والإسهام في مجلة الفكر السياسي, وقد رحب السيد ألكسندر يفيموف بذلك, وختم الحديث بالإشارة إلى أنه يعرف مدى المعاناة التي يتعرض لها المواطن السوري في هذه الأيام, لكنه مؤمن بأننا نسير معا نحو النصر, فأين كنا وأين أصبحنا! إن الفولاذ يسقى بالنار فيصير أصلب, والألماس يولد من تعرض الغرافيت للضغط الهائل, وسورية سوف تبعث أقوى بعد انقضاء البلية, وها نحن نرى اليوم انفراجا في العلاقات مع مصر والأردن ولبنان والإمارات, وقريباً سنرى سورية في جامعة الدول العربية من جديد.