جريمة جديدة يضيفها الكيان الصهيوني البغيض إلى سجلّه الدموي الإجرامي الأسود باغتيال الأسير المحرر المناضل ضد الاحتلال الشهيد مدحت صالح، وبذلك يثبت هذا الكيان الغاصب أن سياسة القتل والإجرام والعدوان واستهداف المقاومين لاحتلاله وإرهابه هي سياسة لا يمكنه التوقف عنها، لأنها منهجه الوحيد منذ وطأت أقدامه الهمجية هذه الأرض المقدسة، وهي سياسة تعكس أزمته الوجودية وانعدام ثقته بالمستقبل.
تغييب الشهيد صالح عن المشهد الجولاني المقاوم للاحتلال بهذه العملية الجبانة لن يفيد الصهاينة وأطماعهم في شيء، لأن الجولان العربي السوري سيعود لوطنه الأم سورية بفضل مقاومة أبناء الجولان الأبطال للاحتلال وحرصهم على عودته لحضن وطنه الأم سورية، ولأن سورية، دولة وشعباً وجيشاً وحكومةً وقيادةً، وضعت قضية الجولان نصب أعينها واهتمامها ونشاطها السياسي والدبلوماسي (والعسكري متى تهيأت الظروف المناسبة)، ولا يمكن التفريط بذرة واحدة من ترابه الطاهر مهما كانت التضحيات.
يحاول العدو الصهيوني عبر إجراءاته الاحتلالية والاستيطانية المستمرة في الجولان، وعبر سياساته القمعية ضد المناضلين وعبر اغتيال المقاومين له، ترسيخ احتلاله المخالف لقوانين وقرارات الشرعية الدولية، وإطالة عمر وجوده غير الشرعي في هذه البقعة الغالية من أرض سورية، ولكنّه في نهاية المطاف لن يحصد سوى العار والهزيمة والهوان، فأبناء الجولان متمسكون بأرضهم متجذرون فيها لا يغريهم ولا يرهبهم شيء ،ولا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تزيحهم منها، وكلّما استشهد مناضل أو اعتقل مقاوم منهم زادوا تصميماً على مقاومة الاحتلال والتجذر في أرضهم، فهم الباقون الراسخون فيها وهو الغريب الطارئ الذي سيرحل عنها مهما طالت إقامته وكثرت جرائمه، وقد مرّ قبله الكثير من المحتلين والغزاة على هذه الأرض لكنّها لم تحفظ سوى بطولات أبنائها وانتصاراتهم العظيمة ولم تسجل سوى هزائم الغزاة وذل رحيلهم، وإن غداً لناظره قريب..!
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود