الثورة – هبة علي:
في خطوة تعكس الانفتاح الجديد الذي تشهده سوريا، برزت الشركات والمؤسسات الأردنية الرائدة في مجال الطيران بشكل لافت خلال “ملتقى التعليم والتدريب والتأهيل وفرص العمل والتوظيف” الذي أقيم في دمشق مؤخراً، إذ قدمت رؤى متكاملة لتأهيل الكوادر السورية وتوطين خبرات الطيران في البلاد.
حلول متكاملة
أكاديمية الشرق الأوسط للطيران الأكاديمية التي تأسست عام 2000 في عمان، وتعتبر واحدة من كليات الطيران المهمة، نظراً لمستوى التعليم العالي ونماذج التدريب المتقدمة، قدمت خلال المعرض برنامجين تدريبيين رئيسيين: “برنامج الطيران التجاري”، وبرنامج “هندسة صيانة الطائرات” المتخصص بمحركات وكهرباء الطائرات.
ممثلو الأكاديمية أكدوا في حديثهم لـ”الثورة” أن خريجيها مؤهلون للعمل في مختلف شركات الطيران، مع وجود خريجين سوريين يعملون حالياً في الإمارات والكويت وشركات محلية، كما تقدم الأكاديمية خدمات متكاملة للطلاب السوريين تشمل الإقامة والاستقبال لمدة ثلاثة أيام في الأردن، وتسهيل كافة الإجراءات الرسمية.
الأكاديمية الملكية الأردنية للطيران، ممثلة بمدير التسويق دانا حتاملة، بينت أن الأكاديمية تابعة لهيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية، التي تتبع بدورها لوزارة النقل، مشيرة إلى أنه بعد عودة سوريا إلى السوق العالمي، أصبح التركيز على “هدف استراتيجي” يتمثل في الاعتماد من قبل الهيئة السورية لدعم الطلاب السوريين.
المدير التنفيذي لتطوير الأداء في الشركة الأردنية لصيانة الطائرات هناء البسايس، أكدت أن الشركة تعمل في صيانة الطائرات في مختلف أنحاء المنطقة، وتستقطب عملاء من 34 دولة، مشيرة إلى أن افتتاح مطارين جديدين في سوريا سيتطلب توفير أيدٍ عاملة مؤهلة، ويحتاج القطاع عالمياً إلى آلاف الوظائف، مما يجعله مجالاً مطلوباً بشدة خاصة مع تطور الطائرات زيادة عددها التوجه لتطوير الخطوط الجوية السورية.
وشددت على أنهم في طور الحديث مع أكثر من جهة، وزارة التربية والتعليم ومع هيئة تنظيم الطيران، وسيكون لدينا شراكات مستقبلية.
بدوره مدير عام كلية الملكة نور الفنية للطيران المدني الدكتور فرحان المشاقبة، كشف عن “اتفاقية تدريب قريبة مع هيئة الطيران المدني السوري” تأتي بعد زيارة قبل شهر ونص والتقاء مع السيد عمر الحصري، مشيراً إلى أن الكلية، التي تأسست عام 1973، تمنح “درجة البكالوريوس في 12 تخصصاً” منها صيانة الطائرات والطائرات المسيرة، والأمن السيبراني، وخدمات نقل المرضى.
وأضاف: هنالك تطلعات إلى عمل شراكة مع الجامعات في سوريا لنقل تجربتنا في تدريس مهن الطيران على المستوى الجامعي، سواء مع جامعات خاصة أم حكومية، لاستحداث برامج بكالوريوس ودبلوم في التخصصات الموجودة لدينا”.
أجمع المشاركون الأردنيون على أن المشاركة في هذه المعارض تقدم تجربة واسعة، من خلال تبادل الخبرات مع الشركاء في مجال التدريب والتعليم، والتعرف على احتياجات الطلاب السوريين عن قرب، إذ استقبلت الأكاديميات الأردنية العديد من الطلاب خلال اليومين، مما وفر فرصة حقيقية لفهم تطلعاتهم وتوجهاتهم المهنية.
كما تميزت المشاركة الأردنية بالتركيز على “الجانب التطبيقي والتقني” في برامج التدريب، مع تقديم ضمانات توظيفية قوية، إذ أكدت جميع الأكاديميات المشاركة على مساعدة خريجيها في الحصول على فرص عمل من خلال تقديم السير الذاتية والتوصيات للشركات المتعاونة.