الثورة أون لاين – ريم صالح:
هو ابن مجدل شمس البار.. عُرف بطلاً مناضلاً مقاوماَ لا يعرف استكانة، ولا يقبل بالضيم والهوان.. أثار الهلع والرعب في صدور الكيان الإسرائيلي الغاشم.. ولم يأبه بسنوات الاعتقال، ولا بسنوات الأسر، بل زادته إيماناً بقضيته، واستبسالاً في سبيل تحرير الجولان السوري المحتل من نير مجرمي الحرب الإسرائيليين.
إنه الشهيد مدحت الصالح الذي قضى برصاص الغدر الصهيوني، لم تكن قصة كفاحه قصة عادية، فمن الاعتقال إلى الحرية، بعدها للأسر، وسنوات قضى فيها متنقلاً في سجون الاحتلال بفلسطين المحتلة، ليعلن بعد ذلك من دمشق مواصلة نضاله ضد العدو الصهيوني، مؤكدا بأن الجولان المحتل كان وسيبقى سوري الهوى، والهوية، والانتماء، وبأنه ماضٍ على دروب المقاومة والكفاح حتى تحرير آخر ذرة تراب من أرض الوطن.
الشهيد الصالح لم يكن الشهيد الأول الذي يدفع روحه ودمه ثمناً لتمسكه بأرضه، ونضاله لتحريرها، وكذلك لن يكون الأخير، حيث إننا لا نستغرب على العدو الصهيوني اغتيال الأحرار والمناضلين من أبناء سورية والأمة العربية، فهذا نهجه القذر الذي لطالما اتبعه في محاولاته الفاشلة لإسكات صوت الحق السوري الصامد.
يُذكر أنّ الاحتلال اعتقل الصالح، في المرة الأولى عام 1983 أثناء محاولته اجتياز خط وقف إطلاق النار، وبعد الإفراج عنه أعاد الاحتلال اعتقاله مرة ثانية عام 1985.
وبعد ذلك، تمّ أسره من قبل قوات الاحتلال 12 عاماً، جراء اتهامه بالانضمام إلى خلية من خلايا حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل، وتضمنت التهمة “إرباك عمل أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي، وزرع ألغام أرضية على الطرق العسكرية، والتخطيط لخطف جندي إسرائيلي”.
وأصدرت محكمة الاحتلال المركزية في مدينة “الناصرة” حكمها الجائر بحق الصالح بالسجن مدة 12 عاماً، أمضاها في سجون الجلمة، وعسقلان، والرملة، ووشطة، والتلموند، وتمّ الإفراج عنه في الـ25 من شباط 1997 بعد انتهاء فترة حكمه.
واستطاع الأسير المحرر تحريك ملف الأسرى والمعتقلين، وتكريس الاهتمام الإعلامي والشعبي والنقابي في أنحاء الوطن العربي بملف أسرى الجولان السوري المحتل، كما عمل على تأسيس لجنة لدعم الأسرى والمعتقلين في دمشق مرادفة للجنة دعم الأسرى داخل الأرض المحتلة في الجولان.
وفي عام 2000، فاز بعضوية مجلس الشعب السوري ممثلاً عن الجولان كما شغل منصب مدير مكتب شؤون “الجولان” المحتل في رئاسة مجلس الوزراء السوري.
مجرمو الحرب الإسرائيليين لن يحصدوا إلا الوهم والخيبة مهما حاولوا استهداف المناضلين من أبناء الجولان السوري المحتل، ومهما اتبعوا معهم كافة الأساليب اللا قانونية، واللا شرعية، واللا إنسانية، بهدف دفعهم، وإجبارهم على الاستسلام، وترك أرضهم، والتخلي عنها، أو الاندماج في المجتمع والقوانين الإسرائيلية، هم خاسرون مهما حاولوا، فالحق السوري يعلو ولا يعلى عليه، والجولان السوري المحتل عائد إلى حضن الوطن لا محال رغم أنوف الصهاينة وربيبهم الأمريكي.
