الثورة أون لاين – سامر البوظة:
يوماً بعد يوم يثبت الاتحاد الأوروبي مدى ارتهانه وتبعيته المذلة للولايات المتحدة وتماهيه مع سياساتها ورغباتها العدوانية, ويؤكد فقدانه لاستقلالية قراره السيادي وأنه لا يستطيع التخلص أو الخروج من تحت العباءة الأميركية, على عكس الشعارات الرنانة التي يطلقها قادته بين الفينة والأخرى ويتبجحون بها والتي تتحدث عن “السيادة” و”حرية القرار” بعيداً عن واشنطن وبمعزل عن مواقفها, متناسين الطريقة المهينة والمذلة التي تتعاطى بها واشنطن مع دول الاتحاد وشعوبه.
الاتحاد الأوروبي وعلى الطريقة الأميركية, يمضي على نفس النهج ويواصل سياساته العدوانية ضد سورية وشعبها من خلال الإجراءات القسرية اللا مشروعة المفروضة من قبله والتي يجددها بين الحين والآخر تحت حجج وذرائع شتى, والتي تتماشى بشكل واضح مع رغبات وأوامر “السيد الأميركي”, والتي تنتهك بشكل سافر كل القوانين والأعراف الدولية وتنافي أبسط قواعد حقوق الإنسان, كما أنها ترقى إلى مستوى جرائم الحرب, لأنها أحد الأسلحة التي استخدمت في الحرب الظالمة على سورية طوال العشر سنوات الماضية والتي تمس المواطن السوري في حياته ولقمة عيشه.
قبل أيام استنسخ الاتحاد الأوروبي عقوباته الجائرة بحق سورية، والتي استهدفت مركز الدراسات والبحوث العلمية وبعض العاملين فيه، في إطار المحاولات المستمرة لتسييس عمل منظمة “حظر الكيميائية”, وحرفها عن مهامها بما يخدم المشروع التآمري ضد سورية تحت الحجج والذرائع الممجوجة ذاتها التي استخدمت سابقاً والتي دحضتها سورية مراراً وتكراراً بالأدلة والوثائق التي تثبت زيف تلك الادعاءات الملفقة وزورها, ليكشفوا مرة جديدة عن مدى كذبهم ونفاقهم حول تباكيهم على الشعب السوري وادعاءاتهم الاستعراضية الحرص والخوف عليه, فهم يعلمون أنهم من خلال عقوباتهم أحادية الجانب تلك يستهدفون إحدى أهم المؤسسات العلمية التي تعنى بتقديم الدراسات والأبحاث وتطويرها للاستفادة منها في إعادة إعمار ما دمره الإرهاب وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن السوري الذي أرهقته حرب ظالمة على مدى أكثر من عشر سنوات ولا تزال.
ما قام به الاتحاد الأوروبي لم يكن مستغرباً, فهو لا يخرج عن إطار الاستهداف الممنهج لسورية والمشروع التآمري ضدها، ولا يمكن فصل ذلك عن السياسات العدائية والإجراءات القسرية الظالمة التي مارستها ولا تزال تمارساها الولايات المتحدة ضد سورية وشعبها, خاصة وأن الطرفان شريكان أساسيان في سفك الدم السوري من خلال دعم الإرهاب الذي استقدموه, وهم المسؤولون مباشرة عن معاناة السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم من خلال تلك العقوبات التي يصر الشريكان الأوروبي والأميركي على الاستمرار بها, على الرغم من كل الدعوات الأممية والدولية التي يتعمد الطرفان تجاهلها, وهو ما يؤكد انفصالهم عن الواقع ومدى الكذب والنفاق الذي يمارسونه والذي أصبح سمة أساسية تتسم بها السياسات الأوروبية ومسؤوليها.
بكل الأحوال, الإجراءات القسرية الظالمة التي يفرضها “الأوروبي” أو “الأميركي”, هي دليل عجز وإفلاس للطرفين لا سيما بعد هزائمهم المتتالية والفشل الذريع الذي مني به مشروعهما الاستعماري في سورية, وما عجزوا عن تحقيقه طوال عشر سنين لن ينالوه عبر سياستهم وعقوباتهم تلك التي ثبت فشلها, وعلى منظمة “الاتحاد الأوروبي” أن تعلم أن استمرارها في تبعيتها العمياء للولايات المتحدة سيفقدها ما تبقى لها من استقلالية “إن وجدت”, ويؤكد أنها غير مؤهلة للاضطلاع بأي دور إيجابي على الساحة الدولية, الأمر الذي لا يصب في خدمة مصالح شعوب الاتحاد الأوروبي ودوله, وستكون الخاسر الأكبر.