لاشك في أن الأمم ترتقي بالقراءة وشغف الكتاب، ومن المعروف أن سورية أم الأبجدية وهي صاحبة الكتاب قراءة ونشراً وتأليفاً، ولذلك ليس غريباً أن يبقى الاحتفاء بالكتاب على دريّة عالية عند الجميع، واليوم على الرغم من كل ما نمر به من ظروف قاسية، يعود معرض الكتاب للانطلاق من جديد، وهو المعرض المهم الذي ينتظره الجميع لاقتناء الجديد في مختلف مشارب الثقافة، وتشارك في المعرض 48 دار نشر عامة وخاصة، ويتضمن عدداً كبيراً من الفعاليات المتنوعة من عروض سينمائية وحفلات موسيقية وحفلات توقيع كتب، وثمة طقس سنوي فريد من نوعه، وسمة أساسية له ولغيره من المعارض التي تحرص وزارة الثقافة على حضورها بشكل دائم، حيث تؤسس لحالة ثقافية حضارية ولمتابعين جدد دائماً، من دون أن تفقد بريقها ووهجها، ضمن محاولة لتعميق الصلة بين القارئ والكاتب.
نعم، حجم التنوع والاختلاف يجعل هذا المعرض مختلفاً ومميزاً على مستوى البلاد عندما اختار الثقافة عنواناً، والبحث مساراً، والكتاب هوية ومستقبلاً.
في زحمة الأيام وتفاصيلها المُتعبة وأحياناً الموجعة يصنع السوريون يوماً بعد يوم الأمل والجمال في سماء الوطن، فهذا المعرض وغيره من المعارض جاء ليؤكد أننا أبناء الحياة والكتاب والعلم، وليثبت أن مسار البناء الثقافي والحضاري للمجتمعات لا بد له من أساسات ترسخ أهدافه وتسير به نحو المستقبل، فكان (كتابنا غدنا) الذي يعزز الأمل بأن القراءة لا تزال بخير، وأننا قادرون على اجتراح الحلول الثقافية والفكرية التي تبقي الراية الفكرية عالية، كما رايات النصر في الميادين كافة.
رؤية -عمار النعمة