أستعير هنا عبارة أولياء الأمور التي تطلقها المدرسة على أهالي الطلاب والطالبات، وتستدعيهم لاجتماعات دورية لمناقشة الملاحظات على سلوك الأبناء التربوي والتعليمي، تطرح المشاكل أو العثرات وحتى الإيجابيات وتبدأ البحث عن حلول.
أستعيرها للحديث عن مؤسسة الإعلام التي أعمل بها، وفي نقطة محددة هي التدريب والتأهيل وتحديد الاحتياجات الملائمة، لعل أكثر مهنة تحتاج اليوم للمتابعة وتدريب العاملين فيها هي الصحافة سواء المكتوبة أم المسموعة والمرئية، مع دخول كل يوم تطور جديد وأداة جديدة يمكن أن تدعم القصة الإخبارية وتجذب القارىء، على أن تكون التدريبات متتابعة حسب احتياجات العاملين، فالانتقال من الورقي إلى الاكتروني يحتاج تدريباً، وقبله ومعه وإلى جانبه الاستقصاء، ثمة تدريبات تكاد تكون أدلتها منجزة لأنها تتعلق بأساس بناء القصة الإخبارية، كالصحافة الاستقصائية، وهي تتواءم مع منطق العمل الصحفي القائم على البحث عن المشكلات في المجتمع، ثمة تدريبات أخرى تحتاج التبادل بين العاملين، تبادل الأفكار والخبرات وهذا ينطبق على صحافة الحلول، فما يصح في مجتمع لا يصح على آخر، وإن كانت المادة المعرفية واحدة تقريباً والهدف من التوجه إلى صحافة الحلول واحد، وهو الابتعاد عن النشر الدائم عن السلبيات والعثرات والفشل، إلى الإيجابيات والنجاحات والنهوض، والتوجه إلى المصادر القادرة المبتكرة التي تبتكر الحلول.
هنا لاستعارتي لعبارة أولياء الأمور وأقول يمكن في غرفة التحرير أن يجتمع الفريق العامل، ويبدأ النقاش حول الأبناء والأبناء هنا القصص الإخبارية، كيف سنعيد بناءها، كيف نوجهها مع الاستعانة بخبراء، شرط أن يكونوا متقدمين عنا ولو بخطوة، وطالما أننا نتحدث عن التدريب والقصة الإخبارية، لا بد للخبير أن يأخد أمثلته من عملنا وليس من مصادر متاحة عبر الشبكة.
أما أن ننشغل عن قصصنا وتنشغل غرفة التحرير عنا، لا بد لتدريبنا أن يبدأ من هنا.
عين المجتمع -لينا ديوب