الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
بدأ اسم الأديب محمد غازي التدمري يتصدر الصحف المحلية والمجلات في سبعينيات القرن الماضي وعرّفت كتاباته بالأدباء الجدد والكتب الصادرة لهم واستطاع إيصال الحركة الأدبية الناشطة للناس في واسطة العقد حتى بدايات القرن الحالي كان الحديث خلال أمسية أفردها فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب حمل عنوانها “محمد غازي التدمري مؤرخ الحركة الأدبية في حمص” شارك فيها الأديب عيسى إسماعيل والقاصة ابتسام نصر الصالح.
الأديب عيسى إسماعيل أشار خلال حديثه إلى دوره في القصة القصيرة ومشاركاته في وضع كتاب من جزأين مع عدد من الأدباء ومنهم سامر الشمالي ومنقذ العقاد وخصصها لحمص وحماه حمل عنوانه “نقد القصة في مدينتين” لافتاً إلى إصداره كتاب الحركة الشعرية المعاصرة في حمص والكتاب كبير ينوف عن ثمانمئة صفحة من القطع الكبير تناول فيه الحديث عن الشعراء في الفترة الزمنية بين عامي (1919- 1980) شملت سبعين عاماً قدَّمَ فيها عرضاً ببلوغرافياً جميلاً عن شعراء القرن الماضي لذا يعتبر مرجعاً عن الشعراء.
بينما أردف الأديب عيسى متحدثاً عن كتابه من أعلام حمص بأنه قدَّم أدباءها وأديباتها وصور الجزء الأول منه عام 1996 وأثار زوبعة في الوسط الثقافي الحمصي بين أديب راضٍ عنه وآخر محتج وصدر الثاني عام 2003 مشيراً إلى كتبه المؤرخة للمنتديات الأدبية الحمصية العفوية وغير الرسمية وما كان يدور في مجالس الشعراء فصدر له كتابان الأول “مجالس الشعراء” عام 1996 والثاني “من دفاتر الشعراء” عام 2010 وأحيى التدمري في كلا الكتابين تاريخ الحركة الأدبية والشعرية في المدينة لأنَّه دوَّن سجالات شعرية وقصائد المديح والهجاء الساخر وأغلبها حملت روح الفكاهة الجميلة المعبرة عن الحياة الاجتماعية وما كان يدور في أروقة السهرات الأدبية.
كما تطرق الأديب اسماعيل إلى عضوية التدمري في منتدى الجندول في حي الحميدية ومقره مطبعة حملت الاسم ذاته لصاحبها فرحان الطرابلسي وضم لفيفاً من الشعراء منهم عبد الرحيم الحصني وياسين فرجاني وأنور عدي ومحمود عارف البارودي ورضا صافي ومحي الدين الدرويش وكمال الغزي وغيرهم إضافة أنَّه كان عضواً مؤسساً في منتدى الحارة الثقافي ويعقد جلساته العفوية في نادي ضباط حمص ويديرها الشاعر الدكتور أحمد أسعد الحارة أما كتابه “من دفاتر الشعراء” فيضم مساجلات شعرية لشعراء كسليمان العيسى ومروان أتماز السباعي.
فيما بينت القاصة ابتسام نصر الصالح أنَّ التدمري عمل بدأب وتأنٍ فريدين وقدم أعمالاً مضنيةً ومرهقةً يحتاج تألفيها لفريق متكامل حيث كان مفعماً بأدق تفاصيل الحركة الثقافية الحمصية وصار موثقاً لها فيما بعد وأعطته القدرة على التأليف البحثي المتكامل وتضم شهادات نادرة لأدباء وباحثين وتقدم مالا يمكّن القارئ من الاطلاع عليه إلا في كتبه ووثقت حديثها بشهادة للأديب عبد المعين الملوحي حيث قال: “يعتبر محمد غازي التدمري دون شك مؤرخ الحركة الأدبية في حمص وقد بدأ تأريخه لهذا الأدب بكتابه النفيس الحركة الشعرية المعاصرة في حمص”
خاتمة حديثها أنَّ الأديب المرحوم التدمري لم يكتف بتأريخ الحركة الشعرية الحمصية بل تأريخ أعلامها ونشر تراجم عنهم في الصحف المحلية وصدر له أكثر من خمسةٍ وثلاثين كتاباً وعشرات المقدمات وترأس عضوية لجان تحكيم القصة والمقالة والخاطرة في سورية وله دور فعال في المنتديات الأدبية المصرية حيث ناقش عدداً من المؤلفات الإبداعية فيها وقدم محاضرات في مكتبة الإسكندرية والقاهرة إضافة إلى عضويته في روابط وجمعيات أدبية فلسطينية.