الثورة أون لاين – سامر البوظة:
كالعادة, مع كل إنجاز أو انتصار تحققه الدولة السورية, إن كان سياسياً أو عسكرياً, لا بد أن تطل دول العدوان برأسها، إن كان من خلال اعتداء هنا أو تفجير هناك عبر بقايا حثالاتها الإرهابية على الأرض, أو من خلال الاستمرار بممارساتها الإجرامية ومحاولاتها المستمرة تسخين المشهد لخلط الأوراق من جديد وتكريس واقع سياسي وميداني ينسف كل تلك الإنجازات والانتصارات، لعرقلة جهود الدولة السورية لإعادة بسط سلطتها على كامل أراضيها, بهدف إطالة أمد الأزمة ووأد أي فرصة للحل, ناهيك عن المحاولات اليائسة والمستمرة من منظومة العدوان للضغط عبر المؤسسات الدولية التي تهيمن عليها وتسخرها وفقا لمصالحها, عبر النفخ في القربة القديمة المثقوبة ذاتها “ملف الكيماوي”, بعد كل فشل أو هزيمة.
المتابع للأحداث خلال الأسابيع القليلة الماضية يدرك ذلك تماماً, ففي الوقت الذي كانت فيه الدولة السورية تتم فيه عمليات التسوية والمصالحة في ريف محافظة درعا, وتستكمل عملية تحرير ما تبقى من أراضيها في المنطقة الجنوبية التي تلوثت بفعل الإرهاب, وإعادتها إلى حضن الوطن, وبالتزامن مع انعقاد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف, رأينا كيف صعدت دول العدوان والاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني, من اعتداءاتها في أكثر من منطقة, وبنفس التوقيت تقريباً, في محاولة يائسة لدعم أدواتها وعملائها من المجموعات الإرهابية المهزومة, لتفضح نفسها مجدداً وتكشف عن مدى انزعاجها وغيظها من الإنجازات والنجاحات التي تحققها الدولة السورية, التي أفشلت كل مشاريع العدوان ومخططاته التقسيمية وقطعت شوطاً كبيراً نحو تحرير كامل ترابها الذي دنسه الإرهاب, وفرضت وقائع جديدة على الأرض, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل عن حجم التنسيق والتخطيط بين دول العدوان تلك, ويفضح تكامل الأدوار فيما بينها وشراكتها في الحرب على سورية ,إلا أنه يكشف في نفس الوقت مدى العجز والإفلاس والفشل التي وصلت إليه تلك المنظومة.
انتهاكات الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية لم تتوقف يوماً, إلا أن منسوبها تزايد خلال الفترة الأخيرة, بعد أن فقد الكيان المحتل الكثير من أذرعه الإرهابية التي كان يعول عليها كثيراً، وآخرها كان قبل أيام على المنطقة الجنوبية, وقبلها بأيام اعتداء استهدف محيط مطار “تي فور” في ريف حمص, وكالعادة كل تلك الاعتداءات فشلت كما فشلت سابقاتها ولم تحقق أهدافها, بالمقابل كان الاحتلال التركي يكثف من اعتداءاته على منطقة الشمال السوري, بينما كان المحتل الأميركي يواصل ممارساته الإجرامية ولصوصيته ونهبه لمقدرات السوريين ونفطهم في المناطق التي يحتلها, بمساعدة ذراعه الإرهابية “قسد”, التي يؤمن لها كل أنواع الدعم لتنفيذ مخططاته الخبيثة, ناهيك عن إرهابيي “النصرة” الذين طالت اعتداءاتهم القرى والمناطق الآمنة في أرياف حلب واللاذقية وإدلب, طبعا كل ذلك جرى ويجري على مرأى من العالم أجمع وأمام أعين “منظماته الدولية” التي لم تحرك سكنا, والتي يفترض أنها “معنية” في إرساء قواعد الأمن والاستقرار, وخاصة مجلس الأمن والأمم المتحدة.
سورية انتصرت, شاء من شاء وأبى من أبى, وهي ماضية بثقة في طريقها ومؤمنة بخياراتها, والمتغيرات العربية والدولية الأخيرة تجاهها تثبت صوابية قرارها, واعتداءات محور العدوان ليست جديدة, والشعب السوري اعتاد عليها طيلة سنوات الحرب الإرهابية, فالاعتداءات فشلت كما فشلت سابقاتها, وعلى دول العدوان أن تعلم أنه مهما بلغ حجم عدوانهم وإرهابهم فإنه لن يغير في واقع الأمر شيئاً, ولن يثني الدولة السورية عن قرارها في مكافحة الإرهاب وعودة كامل أراضيها إلى حضنها وسيادتها حتى آخر شبر.