الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
هي معادلة بسيطة وسهلة جداً، وبات يعرفها الكثيرون، طالما أن الواقع بحاضره القريب وماضيه البعيد قد أثبت تلك المعادلة على أرض الواقع.
فالإمبراطورية التي نشأت وقامت على الأشلاء والجماجم وحطام الشعوب، لايمكن لها أن تنظر إلى الوراء مطلقاً طالما أن سياساتها واستراتيجيتها بنيت على ذلك النهج الإجرامي الذي يطارد كل من حوله ليقين وقناعة بأن الجميع قد أضحى مصدر تهديد وخطر لتلك الإمبراطورية التي لا يمكنها أن تتسيد العالم إلا بالإرهاب والإجرام ونسف كل القيم الإنسانية والحضارية والوجودية.
المخيلة الأميركية باتت أصغر من أن تحصي أعداءها المفترضين، لذلك هي تهاجم في كل الاتجاهات وتصدر الإرهاب والخراب إلى كل دول العالم وفق منهجية واضحة تهدف إلى الحفاظ على دول العالم متفككة، وبالتوازي القضاء على طموح أي دولة بالاستقلال السياسي والسيادي أو حتى بالتأثير والفعالية على المسرح الدولي، وهذا الأمر مدرج ضمن أولويات الاستراتيجيات الأميركية تحت عنوان تهديد الأمن القومي الأميركي، فأي محاولة من دولة ما في العالم للصعود والتقدم والتأثير في المشهد الدولي هي من وجهة النظر الأميركية محاولة لتهديد النفوذ والتفرد والهيمنة الأميركية، وهنا جوهر الموضوع، فأميركا لا يمكنها أن تقبل بأي شريك دولي ينازعها الهيمنة ويقضي على غرورها، ويقضي على نزعة التفرد والتحكم بمفاتيح الأمور في معظم دول العالم، وربما هذا ما يفسر تصعيدها وحروبها المباشرة وغير المباشرة ضد كثير من دول العالم، بدءاً من حربها ضد اليابان التي كانت بداية القضاء على غرورها وعنجهيتها (وهذا الأمر كان من غير المسموح به في تلك الحقبة لذلك سارعت إلى إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين)، مروراً بحروبها في فيتنام والعراق وأفغانستان، وليس انتهاء بحربها على سورية ضمن تحالف دولي ضم معظم دول العالم، وهذه كلها حروب أميركية معلنة، أما غير المعلنة فهي كانت ولاتزال أشد خطورة وقذارة والتي كان آخرها حروبها ضد شعوب ودول المنطقة لاسيما المقاومة منها والرافضة لمشاريعها الاستعمارية والاحتلالية التي تهدف إلى شرعنة الكيان الصهيوني وحمايته بطوق من الدول المطبعة والتابعة تحت عنوان حماية الحريات والدفاع عن حقوق الإنسان – حرائق الربيع العربي التي لاتزال مستمرة حتى اللحظة.
المشهد الأقرب إلى الانفجار في السودان تبدو الأصابع الأميركية ومعها الإسرائيلية حاضرة فيه وبقوة، كذلك المشهد في لبنان حيث العبث الأميركي يتصدر كل العناوين، وهذا ينطبق على كثير من الأماكن في المنطقة وخارجها، في ليبيا وفي العراق وفي سورية، وكذلك التصعيد الأميركي الممنهج ضد الصين وروسيا، باختصار شديد هذه حال السياسة الأميركية التي باتت مصدر توتر وقلق للعالم أجمع، فأينما حل الخراب والدمار والإرهاب والفوضى، فلابد أن تجد الأميركي حاضراً هناك تحت مزاعم الدفاع عن “أمنه القومي” وعن “حقه” في السيطرة على العالم.