الثورة أون لاين – حسن العجيلي :
رحيل الفنان الكبير صباح فخري هزّ وجدان أبناء سورية قاطبة وأبناء حلب بشكل خاص الذين تسكن عقولهم وقلوبهم أغنياته وألحانه ومنهم من يتشارك معه ذكريات ومواقف كثيرة .
محمد قجة الرئيس الفخري لجمعية العاديات بحلب وفي حديثه ” للثورة ” قال : تعود علاقتي بصباح فخري إلى أكثر من أربعة عقود مطرباً نتابع نشاطه ونحضر حفلاته ونستمتع بصوته وأدائه المتميز ، ولكن العلاقة توطدت بيننا خلال احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 التي دامت عاماً كاملاً (وكنت الامين العام لتلك الاحتفالية ) . وفي حفل الافتتاح كان هناك دور للفنان الكبير صباح فخري وكذلك في اليوم التالي ، وتتابعت حفلاته في المسرح المخصص للاحتفالية او مسرح قلعة حلب ، وكان خير ممثل لحلب المحروسة وتاريخها وتراثها ، كما كنا ننسق معا لبعض الأنشطة ، وأستشيره في قضايا الحفلات الفنية وكان كثير الزيارة لي في مكتبي في الأمانة العامة للاحتفالية، وفي مكتبي في جمعية العاديات كما كان يزورني في منزلي .
ويضيف الأستاذ قجة: صدف مرة أن كان عندي
الروائي المصري المشهور جمال الغيطاني، وكم كان سروره عظيما بلقاء صباح فخري ، وأخبرنا جمال الغيطاني أن النخبة المثقفة في مصر يستمعون إلى صباح فخري باهتمام وقد شكلوا في القاهرة ” رابطة محبي صباح فخري” وأقامت الرابطة حفلاً لصباح فخري دام سبع ساعات .
وعن انتشار الفنان الراحل عالمياً يقول قجة :
أذكر أنه في رحلة لي بالقطار من مدينة ” أو فا ” عاصمة جمهورية بشكيرستان إلى موسكو لمدة اربعين ساعة كان في المركبة شاباً يحمل مسجلة وينطلق منها صوت صباح فخري في تلك البلاد البعيدة ولما سألنا الشاب كيف وصل الشريط اليه ابلغنا بعربية ضعيفة بأنهم من التتار المسلمين وأنهم في منزلهم يتحدثون قليلاً بالعربية ولذلك يحتفظون بكتب وأغان عربية ، كذلك في إحدى المرات وفي مطعم فاخر في مدينة فاس في المغرب كان صوت صباح فخري يصدح : يارايحين ع حلب حبي معاكم راح .
واختتم قجة حديثه بالقول : نحن أمام شخصية استثنائية في مجال الفن الراقي والطرب الأصيل ،
صباح فخري يملأ المكان والزمان بتفرد متميز ، حنجرة ذهبية وصوت رجولي ندي محبوب، ولغة سليمة بليغة، و مقدرة باهرة على التحكم بمخارج الحروف ، ونفس طويل في الغناء ساعات وساعات وله – رحمه الله – دوره المهم في إحياء تلك النصوص والألحان ، وإضافة ألحان أخرى جديدة. مثل : خمرة الحب اسقنيها .