أعتذر من الحكومة…!

 

الثورة أون لاين – معد عيسى:

كلما سافرت إلى الضيعة أوصي إخوتي بأن يهتموا بالوالد والوالدة، “يعني يأمنوا المازوت والدواء والغذاء”، ولكن إحدى المرات قال لي أحد إخوتي “كل مرة بتجي بتستعرض وبتنظّر وبتسجّل مواقف أمام أبي وأمي وما حدا ضدك بس ادفع مصاري ونحن على استعداد مو بس نجيب الدوا والمازوت والأكل والله لنطعميهن بسكويت وراحة”.
جواب أخي لم يكن صادماً فقط بل أيقظ في داخلي الإحساس بأنني أكثر شخص يشبه الحكومة، ملفات أهلي تشبه الملفات الحكومية، خبز، زيت، مازوت، غاز.. الخ، وكما أنا مع إخوتي رئيس الحكومة يطلب من وزارة الموارد المائية زيادة عدد السدات المائية، ومن النفط زيادة توريدات الغاز والمازوت، ومن الكهرباء تخفيف التقنين ومن التجارة الداخلية وحماية المستهلك استجرار كافة المنتجات من المزارعين مباشرة، وهكذا من كل الوزارات كما أفعل مع إخوتي.
تلبية المطالب يحتاج لرصد مبالغ ولو بالحد الأدنى الموجود ولكن الغريب أننا نستمر بنفس الأسلوب والطريقة، فعام القمح الذي جعله الجفاف أدنى عام بالإنتاج مثلاً لم يحرك الحكومة لوضع خطة طوارئ لبناء عدد من السدود والسدات المائية لحصاد مياه الأمطار التي تذهب عبر الوديان إلى البحر، ولم يحرك أحداً للذهاب إلى أبعد من ذلك والتفكير بضخ مياه الينابيع إلى خزانات وسدود صناعية لاستخدامها عند الحاجة ولكن للأسف بقينا نراجع التاريخ والبيانات ونردد أن هذه السنوات هي الأكثر جفافاً واحتباساً للمطر منذ مئة عام، والأغرب من ذلك أنه عندما فكرت الحكومة بطريقة استراتيجية ورصدت المبالغ الكبيرة لم تحسب النتائج المتوقعة، وهنا أقصد عندما رصدت الحكومة مبالغ كبيرة للتخفيف من عجز الكهرباء فلم يتم توزيع واستثمار المبالغ المخصصة بمشاريع يمكن أن تقلل من الأزمة، فإنجاز محطة توليد اللاذقية ومجموعتي حلب وصيانة المجموعات المتوقفة لن يكون إلا إضافة مجموعات توليد جديدة للمجموعات المتوقفة بسبب نقص الغاز والفيول ولو أن المبالغ التي تم تخصيصها ذهب نصفها لبناء مزارع ريحية والنصف الآخر لحفر آبار نفطية وغازية لكان الوضع مختلفاً وأفضل بكثير وبعد عام ستظهر النتائج.
كل تقنيات الأرض لن تغير من أساسيات الحياة، فكل التكنولوجيا لم تقلل من أهمية الزراعة التي ورثناها عن أجدادنا منذ آلاف السنين ولكن التقنيات حسنتها عند أصحاب الإرادة فيما تراجعت عند المنظرين بسبب الفساد وغياب المحاسبة وعدم تقييم النتائج.
من يذهب إلى لبنان فبإمكانه أن يشتري مياهاً معبأة من ماركة الجوف السعودية المستخرجة من عمق ثلاثة آلاف متر وبسعر أرخص من المياه التي نجمعها من مياه الأمطار عن أسطح المنازل، ماذا فعلنا بمياهنا؟ حصرنا توزيعها بالسورية للتجارة؟ سلمناها لشبكات متاجرة واحتكار فاقت ببراعتها احتكار القطاع الخاص؟.
الناس لا تطلب أكثر مما هو متاح وتقدر وتعرف الواقع والإمكانات ولكنها تطلب عقلنة في التخطيط والتنفيذ وعدم تشتيت الموارد والجهود وهدر الفرص.
عدد السدود والسدات في محافظة درعا أكثر من أي محافظة لأنه في يوم ما فكر أحد رؤساء الحكومات بشكل صحيح في هذا الجانب وبسبب ذلك تتصدر المحافظة بالإنتاج الزراعي.

آخر الأخبار
مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة