أسئلة الطفل المحرجة..

الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
طفلي الذي كان يزحف و بالكاد ينطق الأحرف و يتلعثم بها بدأ يكبر ويكتشف العالم من حوله و بدأت الأسئلة التي تبدأ و لا تنتهي منذ الصباح إلى قبيل نومه.. ومع نموه تحولت أسئلته من استفسارات حول مكونات العالم من حوله كالبيت و الحي و الحديقة و الشمس و القمر و الليل والنهار إلى الأسئلة التي تحرجنا و تضعنا في حيرة ، بل ان البعض من الاهل ينفر منها.
فمنهم من يتهم أولاده بقلة الأدب و يلجؤون إلى الزجر و النهي و العقوبة ، اذا ما العمل ؟ يقول المهندس محمود و هو اب لثلاثة اطفال: يتوجه الأطفال إلينا بأسئلة كثيرة مثلا كيف ولدت و من اين جئت و لماذا انت ابي و لماذا هي امي ولماذا تعيشان معا فنحاول الاجابة عليها ما استطعنا ، ثم تتطور الأسئلة فيسألنا لماذا هذه الفروق الجسدية بيني و بين أختي، كيف كنت في بطن امي ، صديقي في المدرسة مات ابوه ، ما هو الموت؟ و أسئلة بريئة و لطيفة مثل لماذا لا استطيع الطيران مثل العصفور وغيرها من أسئلة كثيرة بين البراءة و الفضول إلى الإحراج و الانتظار للاجابة.
هنا يقف الأهل في حيرة ، البعض يهملها و البعض يكذب و البعض يعطي أجوبة خاطئة ومغايرة للحقيقة والبعض يغضب و يعاقب، مع أن الطفل يطلق سؤاله البسيط عن رغبة صادقة في المعرفة و فهم العالم المحيط به.
يقول خبراء علم النفس و التربية إنه علينا أن نميز بين نوعين من أسئلة الطفل الأول منها عقلي لغوي و الثاني نفسي ، في النوع الأول يحاول الطفل ان يستفسر عن شيء أو يخبر عنه عادة بماذا؟ وكيف ؟ أو ما وغيرها.
اما النوع النفسي فيعبر عنه الطفل بسؤال يأتي بشكل خبر يلقيه إلى السامع لكنه في الحقيقة سؤال يريد أن يتعرف على إجابته كأن يقول الطفل: (بابا سيحضر لعبة )و هو يقصد: (هل سيحضر لي بابا لعبة ؟ ) و من الضروري التأكيد على حقيقة اساسية و هي ان للأسئلة دلالة موقفية قاطعة فنحن لا نستطيع ان نقدر قيمة السؤال أو فهمه و نحدد معناه الا من خلال الموقف المعين الذي دفعه إلى السؤال ، فليس للسؤال قيمة في ذاته ، لكنه مستمد قيمته و دلالاته و أهميته من طبيعة الموقف و ظروفه المحيطة به .
لأسئلة الطفل هنا ثلاث وظائف أساسية و هي تحقيق التوازن النفسي لدى الطفل والتفكير الاستنتاجي للتعرف على البيئة المحيطة به و كذلك للتعرف على القيم الخلقية و السلوكية التي تقع داخل الإطار الثقافي و الاجتماعي الذي يعيش فيه الطفل.
و الآن ما العمل، ماذا نفعل ، كيف و بماذا نجيب ؟ يقول باحث متخصص بعلم المناهج و طرق التدريب ان بعض الأسئلة تكون صعبة أو حرجة أو بسيطة أو غير منطقية و في جميع الحالات علينا تقديم إجابات مناسبة للأطفال مهما كانت تلك الأسئلة فمن المألوف أن يسأل الطفل أسئلة تدور حول مسائل جنسية ، فليس من الغريب أو الشاذ ان يبحث الكائن الحي العاقل عن أسباب حياته ومقوماتها . الجنس يمثل واحدا من أهم الموضوعات العلمية التي تكثر حولها تساؤلات الأطفال و قد يتصور البعض أن الدوافع لطرحها من قبل الأطفال يرجع إلى شذوذ يعانون منه أو إلى خلل في تفكيرهم و اصحاب هذا التصور مخطئون، لأن تساؤلات الطفل الجنسية بريئة بلا شك و ميل الطفل لاستطلاع المسائل الجنسية ميل نقي يتجه إلى المعرفة الخالصة و حب الاستطلاع . يقول باحث آخر: يعتمد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على الوالدين و على الأم بوجه خاص ، فعن طريقهما يتعرف على الكثير من الحقائق و المعارف و المعلومات ، فتظهر لدينا هنا مبادئ أو قواعد أولها مبدأ الاهتمام بأسئلة الطفل فالوالدان اللذان يصغيان لأسئلة احد اطفالهما يشعرانه بمشاركته همومه وباحترامهما و تقديرهما ، و هذه المشاركة تعيد للطفل توازنه النفسي و اطمئنانه و سرعان ما نلمس نبرة الثقة بالنفس في أسئلته. و ثاني هذه المبادئ مبدأ الصدق في الإجابة في أن يتحرى الآباء والأمهات الدقة في الحقائق العلمية التي يقدمونها لأطفالهم و بطريقة تبسيط هذه المعلومات و التدرج في إيصال المعلومة بالشكل الصحيح و بما يتوافق مع المرحلة العمرية للطفل.
فالأب و الأم هما المثل الأعلى للطفل وإن لم يأخذ الطفل الإجابة منهما لجأ إلى غيرهما و هنا الطامة الكبرى.

آخر الأخبار
صيانة مستمرة لواقع الشبكات وآبار المياه في القنيطرة مرسوم ترخيص المؤسسات التعليمية الخاصة خطوة نوعية لتعزيز جودة التعليم المدينة الصناعية في الباب.. معجزة صناعية تنهض من تحت الركام ملفات التعثّر من عبء اقتصادي إلى فرصة لاستدامة النمو المالي   ستة مشاريع استثمارية قيد الإنجاز للسكن الجامعي بدمشق  الجناح الإندونيسي في معرض دمشق.. فرصة فريدة لاكتشاف عالم متنوع  فوز ثمين لمنتخبنا الأولمبي في التصفيات الآسيوية من إدلب إلى دمشق.. موسى البكر يوثق انطلاقة استثنائية للمعرض الدولي المقاولون السوريون يطرقون أبواب الإعمار من بوابة معرض دمشق السفير الأردني الجديد يباشر مهامه في دمشق ويؤكد حرصه على تعزيز التعاون مع سوريا مؤسسة سلام.. فعاليات متنوعة لأطفال زوار المعرض دمشق ترحّب بتقرير العفو الدولية وتتعهد بالتعاون مع لجنة التحقيق في أحداث السويداء خلال لقاء مع نشطاء وإعلاميين.. محافظ إدلب يؤكد على دور الإعلام في نقل هموم المواطنين بقضية اغتيال ماري كولفين .. فرنسا تلاحق الأسد وأركان نظامه بجرائم حرب تطوير الشبكة الكهربائية في مناطق بريف دمشق جناح اتحاد الفلاحين.. منتجات تُعبر عن غنى الأرض.. ومساحة مباشرة للقاء بين الفلاح والزوار حين يتصدر الفراغ منصات التواصل تنهزم القيم أمام "الترند" الأب الصارم..حزم يبني أم قسوة تجرح؟ نتائج الثانوية العامة.. معيار للقيمة الشخصية أم فرصة للنمو؟ الحلي التراثي ..تصاميم مستلهمة من العراقة السورية