الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
بدأت عودة الأهالي إلى بلدة داريا في ريف دمشق مع نهاية عام 2018 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن هناك مشكلات مختلفة تحدث عنها الأهالي تبدأ من أكوام الأتربة والبقايا المنتشرة في الشوارع الرئيسية والفرعية، والمخاوف الكبيرة من الحوادث التي تسببها الجور والحفر المنتشرة بالمداخل والحواري، تراكم الأوساخ والقمامة في الطرقات وأمام الأبنية والمحلات، وصولاً إلى مشكلة النقص الكبير بمياه الشرب، والصعوبات التي يعانيها المواطنون في القضايا المتعلقة بترميم بيوتهم.
100 ألف قاطن..
من خلال نقل هذه الشكاوى إلى رئيس المجلس البلدي في داريا السيد مروان عبيد أكد أن داريا تختلف عن باقي ريف دمشق لكونها خليت من السكان بالكامل لمدة ثلاث سنوات ولم يبقَ فيها نواة لبعض الأسر أو الأهالي، وعليه كان التخريب من قبل المسلحين كبيراً جداً، والحاجة إلى الإصلاح والمعالجة تحتاج إلى وقت طويل، ومع ذلك فإن المدينة شجعت عودة الأهالي ليصل عدد القاطنين حالياً إلى 100 ألف نسمة أي حوالي نصف السكان الذين كانوا قبل الحرب على سورية. لافتاً إلى عودة أغلب المباني والدوائر الحكومية إلى العمل بعد ترميمها وإصلاحها بالتعاون مع المجتمع المحلي ومنها المستوصف ومخفر الشرطة والهاتف، المحكمة، والمصالح العقارية، وعدد كبير من المدارس، ومركز الإطفاء. وبالتوازي مع عودة هذه الخدمات كان هناك مشاريع تقام بالتعاون مع وحدة المياه حيث تم القيام بصيانة كاملة لشبكة المياه ضمن المخطط التنظيمي بما يعادل النصف، ووصلت المياه إلى أغلب المناطق المنظمة في البلدة.
بين الإنجاز والدراسة..
وبشكل تفصيلي تحدث رئيس المجلس عن عدد من المشاريع الخدمية الحيوية التي تم ويتم العمل عليها وكانت البداية بتأهيل ساحة ودوار الباسل بالتزامن مع عدد من مشاريع صيانة وتجديد شبكات الصرف الصحي التي كانت قد تعرضت للتخريب الكبير بسبب الأنفاق الكثيرة التي حفرها المسلحون خلال الأزمة، ومنها مشروع إعادة صيانة شبكة الصرف الصحي في طريق الكورنيش، ومشروع تغطية ريكارات وصيانة مطريات بتكلفة 12 مليون ليرة سورية على حساب البلدية، والبدء بمشروع صيانة لعدد من الشوارع الرئيسية والفرعية الذي يقام بالتعاون مع المنظمة النرويجية، إضافة إلى وجود دراسات جاهزة لمشاريع كبيرة قيمتها مئات الملايين ستتكفل بتنفيذها بعض المنظمات الدولية مثل منظمة إسعاف أولي والمنظمة الفرنسية والتي تستهدف الخطوط الكبيرة لشبكات الصرف الصحي، ووجود عمليات صيانة وتسهيل للشوارع التي انتهت فيها أعمال شبكات الصرف الصحي.
المشاريع الحالية..
ويرى عبيد أن البلدة بدأت تستعيد نشطها التجاري والاقتصادي بشكل أفضل من السابق حيث وصل عدد المحلات التجارية المفتتحة إلى 400 محل، وهذا يسير بالتوازي مع الأنشطة الخدمية، مشيراً إلى بعض المشاريع التي تعمل البلدية على متابعتها مثل دعم شبكة مياه الفيجة القادمة من دمشق فقد تم افتتاح خمسة آبار جديدة لكي تساهم في تسريع وصول المياه إلى المنطقة بغزارة 150 م3 بالساعة، وما تحدث عنه الأهالي من نقص المياه ليس له علاقة بموضوع صيانة الشبكة لأن ضخ المياه يأتي من دمشق بمعدل يومين في الأسبوع وذلك بسبب نقص الأمطار.
وكذلك مشروع دعم الكهرباء فقد تم تركيب 12 محولة جديدة بالتعاون مع منظمة إسعاف أولي، ويتم العمل على تركيب أربع محولات كهربائية في عدد من الأحياء باستطاعة 3500 ك ف أ. إضافة إلى وضع شبكة كهربائية جديدة كاملة لكل المنطقة عوضا عن الشبكة القديمة التي تعرضت لتخريب شامل إذ لم يكن هناك أي شبكة ولا حتى محولة واحدة من أصل 286 محولة كانت موجودة قبل الأزمة.
80 مقطعاً مُعبداً..
وحول تعبيد الشوارع وترميمها وخاصة التي تصل بين داريا والمناطق المجاورة؟ أشار رئيس المجلس البلدي إلى افتتاح خمس مداخل رئيسية تسمح بالدخول إلى داريا بعد أن كان هناك مدخلاً واحداً في الأعوام الماضية، ومنها شارع الوهاب الواصل بين داريا وصحنايا، وشارع الفصول الأربعة، وطريق المعامل، وطريق الآيس مان. لافتاً إلى أن أعمال الإصلاح بالشوارع مستمرة فقد تم تنفيذ حوالي 80% منها خلال الفترة الماضية، مع تعبيد 80 مقاطعاً تم العمل عليها كجانب إصلاحي لحين الوصول إلى إمكانية تعبيد الشوارع بقميص كامل بعد الانتهاء من مشاريع الصرف الصحي والهاتف.
بين الترميم والردم..
مشكلات ترحيل البقايا وإعادة الترميم وخاصة بوجود أبنية متضررة بشكل كبير هي أهم ما تحدث عنه الأهالي كمعوقات لعودتهم؟ بالنسبة لهذا الموضوع بين عبيد أن عدد المسجلين في البلدية لترميم بيوتهم وصل على 8000 أسرة، وليس هناك أي صعوبة في ذلك فكل شخص هُدم بيته بالكامل ندعوه للتقدم من أجل الحصول على موافقة لإعادة الترميم ولكن على نفقته الخاصة، إلا أن ذلك لا ينطبق على البيوت المهدمة وغير المرخصة والتي تقع خارج المخطط التنظيمي، فهناك تعليمات بعدم الترميم.
لافتا إلى أن أغلب الناس يأتون إلى البلدية من أجل التسجيل لدى مكاتب المنظمات الدولية المتواجدة في المنطقة للحصول على مساعدات لإكساء منازلهم مثل أبواب وشبابيك، حيث تستقبل البلدية جميع المتقدمين وترفع الأسماء للمنظمات المانحة التي تقوم هي بمتابعة الموضوع مع الأهالي.
وبالنسبة لموضوع ترميم الهدم الكبير في المنطقة المجاورة لمقام السيدة سكينة عليها السلام؟ بين أن هناك دراسة تنظيمية جديدة للمنطقة ومشروع خاص بالمحافظة سيعود بالنفع والفائدة لجميع القاطنين بالقرب من المقام.
وأوضح عبيد أن أسعار البيوت كانت رخيصة خلال الفترة الأولى لعودة الأهالي، وهذا شجع المكاتب العقارية الموجودة بالمنطقة على القيام بعمليات شراء واسعة ولكن هذا الأمر توقف خلال الأعوام الماضية.
ضعف الميزانية..
معظم الأمور متوقفة على الميزانية بحسب رئيس مجلس البلدية فالميزانية في داريا بسيطة جداً حيث كانت في عام 2019 مليونين ليرة سورية فقط وفي عام 2020 وصلت إلى 11 مليوناً وحالياً لا تتجاوز الـ40 مليون ليرة سورية، وهي مبالغ بالكاد تكفي لبعض الأمور الخدمية البسيطة مشيراً إلى وجود مخطط تنظيمي جديد خاص بمدخل داريا الشمالي مكان الأبنية العشوائية المهدمة بالكامل وذلك تفاديا لعودة العشوائيات وبهدف تقديم الفائدة لأصحاب الأراضي.
وفي رده حول مشكلة انتشار القمامة بين مروان أن مجلس البلدية لا يملك ضاغطة للقمامة وليس لديه آليات تعمل في هذا الاتجاه وهناك نقص شديد بأعداد العمال إذ لا يتجاوز عددهم الـ 12 عاملاً، كما أن هناك نقصاً كبيراً بأعداد الحاويات، لهذا فهو يوجه نداء للأهالي بالتقيد برمي القمامة في مكان محدد من كل حي ليسهل ترحيلها وبجانب الأماكن التي وضعت فيها الحاويات لتكون نقطة واضحة لرمي القمامة، لافتاً إلى أهمية الوعي الأهلي بهذا الجانب ومساعدة المجلس البلدي للتخلص من المشكلة.